Almoslemon
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المسلمون لكل المسلمين

يا جماعة ياريت نزود من مشاركاتنا فى المنتدى سواء بمواضيع او بردود علشان نزود من رتبة المنتدى فى محركات البحث
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» بيان من حزب التحرير – سوريا إلى علماء المسلمين
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالخميس فبراير 16, 2012 6:25 pm من طرف محمد صالح

» أهلاً بالعضوة الجديدة مسلمة
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالإثنين مارس 21, 2011 1:06 am من طرف Mostafa.M

» لماذا نرسم الخرائط والشمال نحو الأعلى؟!
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:57 pm من طرف Mostafa.M

» قل نعم للتعديلات الدستورية
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:47 pm من طرف Mostafa.M

» الأمن الغذائي للمسلمين
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:42 pm من طرف Mostafa.M

» أردوغان...كفى...إرحمنا أرجوك!؟
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:41 pm من طرف Mostafa.M

» طوف وشوف فى اليمن الشقيق
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالجمعة مارس 18, 2011 10:39 pm من طرف Mostafa.M

»  تحقيق التوازن
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالسبت سبتمبر 11, 2010 5:48 pm من طرف Mostafa.M

» ساعة الأرض اقتربت!
سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء Emptyالثلاثاء أغسطس 17, 2010 3:14 pm من طرف elzedy83

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

تصويت
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 94 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو معمري بشير فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1527 مساهمة في هذا المنتدى في 716 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)- ثالثا : النساء

3 مشترك

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

سلسلة تراجم أعلام المسلمين(منتدى المسلمون)

ثالثا : النساء

أروى بنت عبد المطلب




أسمهــا ونسبها :
هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية ‏الهاشمية، عمة رسول الله .‏
‏ ‏
زواجهــــا :
تزوجت أروى من كلدة بن مناف ابن عبد الدار بن ‏قصي. ‏
‏ ‏
إســــلامها:‏
أسلمت أروى وأختها صفية – رضي الله عنهما- جميعا ،وهاجرتا إلى ‏المدينة ، وأسلم ولدها طليب قبلها في دار الأرقم. ولما أسلم ابنها طليب بن عمير ‏بن وهب في دار الأرقم ، توجه إليها ليدعوها إلى الإسلام ، ويبشرها بما من الله ‏تعالى عليه من التوفيق إلى الهداية إلى دينه الحق ، فقال لها : ( تبعت محمد –‏صلى الله وعليه وسلم – ألمت لله ) فقالت له : ( إن أحق من وزرت وعضدت ‏ابن خالك ! والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه ) فقال ‏طليب: ( فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعينه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة) فقالت ‏أروى : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) فقال لها : ( فإني أسألك بالله ‏تعالى إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله ، وأن محمد ‏رسول الله ) ثم كانت بعد ذلك تعضد النبي –صلى الله وعليه وسلم – بلسانها ، ‏وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره –صلى الله وعليه وسلم . فقد شهدت ‏شهادة الحق، وقامت تدافع عنه، وتذب عنه بلسانها وتشيع بين نساء قريش صدقه ‏وأمانته ، وأنه نبي الله ، وتدعوهن للإسلام - رضي الله عنها وأرضاها.‏
‏ ‏
صفـــــــاتها:‏
تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منها : الصدق والأمانة، ‏وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي. وهي إحدى فضليات ‏النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة ، ‏وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها ‏لأخيها أبي لهب ، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية – رضي الله عنهما – ‏يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا، ويبدو ‏من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام ، حبها للتريث ومشاركة الآخرين ‏بالرأي حينما قالت له : ( أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن ) ،رضي الله ‏عنها . ‏
‏ ‏
مساندة أروى للنبي صلى الله وعليه وسلم ونصرته:‏
تزوجت أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله وعليه ‏وسلم - من عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا. وكانت أروى قبل ‏إسلامها تعضد النبي - صلى الله وعليه وسلم - فذكروا: أن ابنها طليب بن عمير ‏أسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، ثم خرج فدخل على أمه أروى ، ‏فقال لها: تبعت محمدا وأسلمت لله. فقالت له أمه: ( إن أحق من وازرت ‏وعضدت ابن خالك ، والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا ‏عنه)، فقال طليب: فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك ‏حمزة؟. فقالت:انظر ما يصنع أخواتي، ثم كانت تعضد النبي - صلى الله عليه ‏وسلم - وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره.‏
وعرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي - صلي الله عليه وسلم - ‏فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، ‏فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه ‏عرضا دون محمد؟ فقالت: (خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق ‏من عند الله) فقالوا : ولقد تبعت محمدا؟ قالت: نعم.‏
فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبا لك ولاتباعك ‏محمدا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، ‏فإن يطهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه،وإن تكون على دينه، فإنه إن يصب ‏كنت قد أعذرت في ابن أخيك . فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بد ‏ين محدث، ثم انصرف، وقالت:‏
أن طليبا نصر ابن خاله واساه في ذي دمه وماله
وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي - صلي الله عليه وسلم. ولما انتقل ‏ر سول الله - صلي الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، قالت أروى بنت عبد ‏المطلب:‏
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك حافيا
كان على قلبي لذكر محمد وما جمعت بعد النبي ‏المجاويا

شعرهـــا:‏
‏ وهي شاعرة مجيدة وقد رثت أباها عبد المطلب بن هاشم جد رسول ‏الله ، شعرا ، فقالت :‏
بكت عيني وحق ‏لها البكاء ‏على سمح ‏سجيته الحياء
على سهل ‏الخليقة ابطحي ‏كريم الخيم نيتة ‏العلاء
على الفياض ‏شبيه ذي المملي ‏أبيك الخير ليس ‏له كفاء
طويل الباع ‏أملس شي ظمي ‏أغر كان غرته ‏ضياء
أقب الكشح ‏أروع ذي فضول ‏له المجد المقدم ‏والثناء
أبي الضيم أبلج ‏هبر زي ‏قديم المجد ليس ‏له خفاء
ومعقل مالك ‏وربيع فهر ‏وفاصلها إذا ‏التمس القضاء
وكان هو الفتى ‏كرما وجودا ‏وبأسا حين ‏تنكسب الدمـاء
إذا هاب الكماة الموت حتى ‏كأن قلوب أكثرهم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب ‏عليه حين تبصره البهاء
‏ ‏
ووفاتهـــــا:‏
‏ ‏ ‏ وتوفيت سنة 15 هجري في خلافة عمر بن الخطاب- رضي الله ‏عنه .‏

‏ ‏
المراجع و المصادر
‏ ‏
‏1. .ابن الأثير: أسد الغابة، مج ،مؤسسة الرسالة، بيروت عام 1959.‏
‏2. خليل البدوي: شهيرات النساء ، ط1، دار أسامة للنشر، الأردن ‏‏(د.ت)‏
‏3. خير الدين الزركلي: الأعلام ، دار العلم لملايين ، بيروت –لبنان ‏‏1998‏
‏4. عمر رضا كحاله : أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ‏

__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أسماء بنت أبى بكر


‎ ‎نسبها
إنها أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن قحافة أم عبد الله ، القرشية التميمية ، المكية ، ثم ‏المدنية.مهاجرة جليلة وسيدة كبيرة بعقلها وعزة نفسها وقوة إرادتها ولدت سنة 27 قبل ‏الهجرة.وهي أكبر من أختها عائشة أم المؤمنين بعشر سنين. وهي شقيقة عبد الله بن أبي بكر ‏وأمها قتيلة بنت عبدالعزى. لذلك أرى أنها من صديقة المؤمنات وسيرتها عطر للمجالس وأنس ‏للمجالس ورحيق مختوم بالمسك رضي الله عنها. وقد جمعت بين صدق الإيمان وعمق النظرة ‏والشجاعة ما‎ ‎جعلها مثلا طيبا بين نساء الإسلام ، ولهذا استحقت أن تكون من النساء المبشرات‎ ‎بالجنة .‏

إسلامها
أسلمت أسماء رضي الله عنها قديما بمكة وكان‎ ‎إسلامها بعد سبعة عشر شخصاوكان ‏عمرها آنذاك خمسة عشر سنة. وبايعت النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم و آمنت به إيمانا قويا. وقد ‏شهدت أسماء عهد البعثة النبوية، و عايشت أحداثها، ولقد كان لأبيها شرف السبق إلى ‏الإسلام.حتى أصبح يدعو إلي الله تعالى من‎ ‎يثق به وبجهود حتى اسلم على يديه عثمان بن ‏عفان و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن‎ ‎عوف و سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله.‏
وكان أبو بكر رجلا مألفا لقومه وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بأنسابها، وكان ‏رجلا تاجرا ذا خلق كريم ،وصاحب‎ ‎معروف2.‏
‎ ‎
‎ ‎تسميتها بذات النطاقين
لقد دخلت أسماء بنت أبي بكر التاريخ الإسلامي،‎ ‎من خلال نطاقها الذي شقته لرسول ‏الله-صلى الله عليه وسلم-إلى شقين، فلما جاء قرار‎ ‎الهجرة وجب على رسول الله-صلى الله ‏عليه وسلم- وأبي بكر الصديق-رضي الله عنه-‏‎ ‎الرحيل، ولم يخفى ذلك على قريش التي ‏اقترح عليهم أبو جهل أن تقوم كل قبيلة باختيار‎ ‎شابا منها، ثم يهجمون على الرسول-صلى الله ‏عليه وسلم- فيقتلوه بضربة رجل واحدة‏‎ ‎لتهدر دمائه الطاهرة وتضيع بين القبائل جميعا. وهكذا ‏تسلل الرسول الكريم-صلى الله‎ ‎غليه وسلم-برفقة أبي بكر الصديق للاختباء في غار ثور، ‏وسرعان ما علمت قريش بذلك‎ ‎فأرسلت فرقا للبحث عنه في جميع الاتجاهات، ولرحمة الله-عز ‏وجل- وحبه للرسول-صلى‎ ‎الله عليه وسلم- سخر عنكبوتا لتنسج شباكها على باب الغار ‏وحمامة لتبيض هناك، فأبعد‎ ‎ذلك شكوك المشركين في احتمال اختبائه-صلى الله عليه وسلم- ‏في الغار.‏‎ ‎
وهنا كان الدور المهم الذي قامت به أسماء بنت أبي بكر-رضي الله عنها-فقد‎ ‎كانت ‏تحمل الطعام والشراب إليهما، فكانت رمزا للشجاعة والذكاء رغم صغر سنها لأنها‎ ‎كانت ‏تمضي حاملة الزاد لهما في عتمة الليل دونا عن الخلق، ولم يفتها أن تضلل قريش‎ ‎ولا أي ‏إشارة تقودهم إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأبيها الصديق-رضي الله عنه-‏‎ ‎فكانت في ‏كل مرة تصحب معها خادمها الذي يرعى الغنم، بحيث تسير من خلفها الأغنام‎ ‎لتطمس خطاها ‏فلا يعرف أحد بمكانهما. وفي الليلة التي وصل فيه عبد الله بن أريقط‏‎ ‎البكري خرج النبي-صلى ‏الله عليه وسلم-وصاحبه استعدادا للرحيل، فحملت أسماء الزاد‎ ‎لتربطه بالناقة ولكنها لم تجد ما ‏تربط به الزاد، ففكت نطاقها وشقته إلى نصفين ربطة‎ ‎سفرة الزاد بأحدهما وانتطقت بالآخر، ‏وفي تلك اللحظة أطلق عليها الرسول الكريم-صلى‎ ‎الله عليه وسلم-لقب ذات النطاقين3.‏

مكانتها :‏
تمتعت أسماء بنت أبي بكر بين نساء قريش بمنزلة‎ ‎مرموقة، لمكانة أبيها فيها وشاركت ‏أباها أعباءه في الدعوة إلى الله تعالى و نصرة‎ ‎رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر ذلك ‏جليا حين كان أبوها الصديق يجهز للرسول‎ ‎صلى الله عليه وسلم متاع الهجرة، و ما كان أحد ‏يعلم بهجرة الرسول صلى الله عليه‎ ‎وسلم سوى أبي بكر وابنتيه أسماء وعائشة وعلي بن أبي ‏طالب رضي الله عنهم.ومن هنا‎ ‎نعلم كبير ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهؤلاء حيث ‏أطلعهم على أخص أسراره.‏‎ ‎

‎ ‎جهادها :‏
تعرضت أسماء للأذى والاضطهاد في سبيل هجرة رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم ‏وأبيها صديق. ذلك أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم و أبو بكر رضي الله عنه، أتانا ‏نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على‎ ‎باب أبي بكر، فخرجت إليهم؛ فقالوا: أين ‏أبوك يا بنت أبي بكر ؟! قلت: لا أدري والله‎ ‎أين هو ؟! قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان
فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي!!.؟‎ ‎فهذا يدل على قوة إيمانها وعلى ‏بذل الجهد في سبيل الله كما يدل على الصبر حيث أن‎ ‎جهادها يعتبر ذروة الإسلام.‏‎ ‎

زواجها :‏
تزوجت أسماء رضي الله عنها من الزبير في مكة و‎ ‎ماله في الأرض ولا مملوك ولا أي ‏شيء غير فرسه وهاجرت، و هي حامل بولده عبد الله في‎ ‎ذلك تقول : تزوجني الزبير و ما له ‏في الأرض مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه فكنت‎ ‎أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، ‏وأدق لناضخه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير، وأدق‎ ‎النوى, أعجن و لم أكن أحسن أخبز، ‏فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة‎ ‎صدق.‏
وكانت رضي الله عنها تتحمل الكثير من العنت‎ ‎والتعب في سبيل خدمة زوجها، و هي ‏صابرة، وكان الزبير رضي الله عنه شديدا عليها،‎ ‎فأتت أباها فشكت ذلك إلية، فقال يا بنية! ‏اصبري فالتزمت وصية أبيها إلى أن كبر‎ ‎ابنها عبد الله، ثم طلقها الزبير فأقامت عند ابنها عبد ‏الله . وروت أسماء عن النبي‎ ‎صلى الله عليه وسلم 58 حديثا ، و في رواية56 حديثا. اتفق ‏البخاري و مسلم على أربعة‎ ‎عشر حديثا. و انفرد البخاري بأربعة و انفرد مسلم بمثلها. وفي ‏رواية أخرج لأسماء من‎ ‎الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر ‏و للبخاري خمسة‎ ‎ولمسلم أربعة.‏

مقتل ابنها عبد الله بن‎ ‎الزبير‎:‎
‎" ‎بويع عبد الله بن الزبير بالخلافة بعد موت‎ ‎يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة أربع ‏وستين، وبقي حتى قتل سنة ثلاث وسبعين، وحج‎ ‎بالناس كل هذه المدة وبنى الكعبة أيام خلافته ‏وكساها الحرير.‏
كانت جميع الأقطار الإسلامية قد بايعته بالخلافة، ولم يبق إلا مروان بن‎ ‎الحكم ومعه ‏جزء صغير من بلاد الشام، لكن مروان بدأ يتوسع وخلفه ابنه عبد الملك‎ ‎فتوسع أكثر بينما ‏تنكمش خلافة عبدالله بن الزبير حتى لم يبق مع ابن الزبير إلا بلاد‎ ‎الحجاز، وقد سأل عبد الملك ‏من حوله بعد أن أنهى ضم العراق إليه: من يكفيني أمر ابن‎ ‎الزبير في مكة فلم يتجرأ أحد على ‏ذلك إلا الحجاج بن يوسف الثقفي وقال: أنا له يا‎ ‎أمير المؤمنين فابعث بي إليه فإني قاتله. فبعثه ‏في جيش كثيف من أهل الشام، وكتب معه‎ ‎أمانا لأهل مكة إن هم أطاعوه، فخرج في جمادى ‏الأولى عام 72 للهجرة ولم يعرض على‏‎ ‎المدينة ونزل بالطائف وصار يرسل السرايا إلى عرفة ‏ويلتقي بفرسان ابن الزبير، فيحدث‎ ‎قتال ثم يعود كل طرف إلى مكانه، ثم استأذن الحجاج من ‏عبد الملك أن يدخل الحرم‎ ‎فيحاصر ابن الزبير فأذن له، وكان حصاره ستة أشهر وسبعة عشر ‏يوما، إلا أن الناس قد‎ ‎خذلوه وصاروا يخرجون إلى أهل الشام مستسلمين‎ ‎طالبين النجاة ومنهم ‏ولداه حمزة وخبيب،‎ ‎ولم تكن أسماء بمنأى عن ذلك فهي تتابع الموقف، فذهب إليها عبد الله ‏فشكا إليها-‏‎ ‎وكانت قد فقدت بصرها‎ – ‎فقال لها: يا أماه خذلني الناس حتى أهلي‎ ‎وولدي ولم يبق ‏معي إلا اليسير من جندي، والناس يعطونني ما أردت من الدنيا فما رأيك؟‎ ‎قالت: يا بني أنت ‏أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنم على‎ ‎حق وإليه تدعو فاصبر عليه، فقد قتل عليه أصحابك، ولا ‏تمكن رقبتك لغلمان‎ ‎بني أمية يلعبون بها، وان كنت تتعلم أنك إنما أردت الدنيا، فبئس العبد أنت، ‏أهلكت‎ ‎نفسك وأهلكت من معك وإن كنت على حق، فما وهن الدين إلى كم خلودك في الدنيا؟ ‏القتل‎ ‎أحسن‎.‎
فدنا فقبل رأسها وقال: هذا والله رأيي، ولكن يا‎ ‎أماه أخاف أن يمثل بي بعد القتل قالت: يا ‏بني إن الشاة لا يؤلمها السلخ بعد‎ ‎الذبح.‏
لقد أحيط به من كل مكان، والمنجنيق يضرب البيت‎ ‎الحرام، وهو يقاوم مع فئة قليلة من ‏جنوده، والكثرة تغلب أشجع الشجعان مهما عظم،‎ ‎وليس الرأي في الآخر إلا رأي أسماء فهي ‏التي ربته على الحق وأرضعته لبان الإيمان‎ ‎والعدل والجرأة في الحق وسداد الرأي.‏‎ ‎
ودخلوا على ابن الزبير في المسجد وقت الصلاة‎ ‎وقد التجأ إلى البيت وهم ينادون: يا بن ‏ذات النطاقين، وتكاثروا عليه فشدخ بالحجارة‎ ‎فانصرع، وأكب عليه موليان له وأحدهما يقول: ‏العبد يحمي ربه ويحتمي، حتى قتلوا جميعا‎ ‎وتفرق من كان معه من أصحابه وأمر به الحجاج ‏فصلب منكسا بمكة، وكان مقتله يوم‎ ‎الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 73 ‏للهجرة.‏
ولم يدفع لها الحجاج جثة ابنها رغم كل المطالب‎ ‎والضغوط، وبعد مدة جاء كتاب عبد ‏الملك بن مروان أن يرفع إلى أهله، فأتي به أسماء‎ ‎فغسلته وطيبته ثم دفنته"‏‎ ‎

وفاتها:‏
‎" ‎لم تعش أسماء بعد ابنها سوى أيام معدودات،‎ ‎ففي رواية أنها عاشت ثلاثة أيام وفي ‏رواية عشرة أيام وفي روايات أكثر قليلا لكن‎ ‎المتفق عليه أنها لم تعش بعد ابنها طويلا، وقد ‏أوصت أسماء قبل موتها قائلة لأهلها:‏‎ ‎إذا أنا مت فأجمروا ثيابي وحنطوني ولا تجعلوا فوق ‏كفني حنوطا ولا تتبعوني بنار"‏‎ ‎
‎"‎وقد عاشت أسماء رضي الله عنها دهرا طويلا‎ ‎فكانت إحدى الوثائق الصحيحة التي ‏وعت أحداث قرن كامل، وكانت خاتمة المهاجرين‎ ‎والمهاجرات وفاة، كما نالت بالشمائل ‏الكريمة البشارة بالجنة منذ فجر حياتها، ففي‎ ‎قصة الهجرة جادت أسماء بنطاقها ونفسها من أجل ‏تأمين السعادة والطعام لرسول الله‎ ‎فقال لها صلى الله عليه وسلم : إن لك بهما نطاقين في الجنة"‏‎ ‎


المصادر : ‏

‏1. أحمد خليل جمعة، نساء مبشرات بالجنة، دار ابن‎ ‎كثير(دمشق/ بيروت)، ‏الطبعة الثانية 1412ه/ 1991م، الجزء الثاني، ص158‏
‏2. ابن سعد،الطبقات، ج8.‏‎ ‎
‏3. خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات‎ ‎الرسول، دار ‏الألباب،1989.‏
‏4. كرم البستاني، النساء العربيات،دار عبود‎ ‎،‎1988.‎
‏5. عبد البديع صقر،نساء فاضلات،دار‎ ‎الاعتصام. ‏
‏6. عفت وصال حمزة، نساء رائدات، دار ابن حزم(‏‎ ‎بيروت/ لبنان)، الطبعة ‏الأولى 1414ه/ 1994م ص40‏‎ ‎‏.‏
‏7. السيرة النبوية، ابن هشام.‏


***********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أسماء بنت عميس


نسبهــــــــا:-‏
‏ هي أسمـــاء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن ‏عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ابن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس ‏بن خلف بن أقبل الخثعمية.وأمهـا:- هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت ‏ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخوات ميمونة لأم ‏هن عشر أخوات وست لأب ‎[1]‎‏.‏

حيـاتهـــا:- ‏
‏ كانت حياتها رضي الله عنها مليئة بالأحداث والمواقف، وقد اختلفت الروايات وقيل أن ‏أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ‏r‏ أنجبت له ابنة ‏‏" أمة الله" ثم من بعده كانت تحت شداد بن الهادي الليثي وأنجبت له عبدالله وعبد الرحمن ولكن قيل ‏بعد ذلك أن المرأة التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس وليس أسماء أختها.‏
‏ تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية ‏الدعوة إلى دين الرشاد والهدى، حتى أنه كان إسلامها قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه ‏وسلم- دار الأرقم بمــــكة.‏
‏ كان زوج أسماء بنت عميس ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعفر بن أبي ‏طالب- رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، الواقفين في وجه ‏الظلم والكفر، ,أحد المؤازرين لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وكان رضي الله عنه مقرّبا من ‏الرسول- صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يوده ويقربّه وكان شبيها به- صلى الله ‏عليه وسلم- فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي"‏ ‎[2]‎‏. فكان ذلك ‏يسر أسماء ويسعدها ذلك عندما ترى زوجها شبيها بأحسن الخلق وأفضلهم، فكان يحرّك فيها مشاعر ‏الشوق عندها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-‏ ‎[3]‎‏.‏
‏ وكانت بالفعل نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع ‏رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام، أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله – صلى ‏الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، ‏متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة ‏والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم، شادين الرحال في سبيل الله، وكانت هذه الهجرة قد ‏أقبلت بعد زواجهما بفترة حديثة، فانطلقا إليها، فقد كانت الهجرة قد وثقّت بينهما أكثر من السابق، ‏وقد ملأ عليهما الإسلام كل ذاتيهما وكل ذرة في كيانهما، فقد كان نعم المؤمنين المجاهدين، ‏الصابرين، الصادقين لا‘نهما كانا يعلمان أن ما عند الله تعالى خيرا وأبقى!!!‏
وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم وقد أقاموا في منزل متواضع ‏صغير، تحيطه مرارة الغربة والقسوة ولكنه كان غنياً بالحب والمودة والاحترام الذي يملأ الزوجين. ‏حقا لقد ملأ جعفر حياة أسماء بحلوها ومرها فساهمت مع زوجها أعباء نشر الحق والدعوة ‏الإسلامية. أنجبت لجعفر وفي بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً، وكان ولدها ‏عبالله أكثر شبهاً بأبيه حمزة الذي كان شبيها بالرسول عليه الصلاة والسلام فكان ذلك يدقدق ‏مشاعرها ويبهجها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم-.‏ ‎[4]‎‏ ‏
ظلت أسماء بنت عميس- رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة ‏طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي والصعد، وكان عليه ‏الصلاة والسلام ، دائم السؤال عن المسلمين هناك، فكان يوفد موفدين ورسل ومن بينهم " عمرو بن ‏أمية الضمري" رضي الله عنه ليزودهم عليه الصلاة والسلام بأحدث المستجدات، ويستطلع أخبارهم ‏ويعلمهم بما جد من تنزيل و أحكام في دين الله، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في ‏الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة ( النجاشي) يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة ‏وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا:-" قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، ‏فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا ‏إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم"‏ ‎[5]‎‏. فما كان من النجاشي ‏أن أرسل بطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء – ‏رضي الله عنها- فقال:-" أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينا رسولاً ‏منا ..فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، ‏وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..." فنشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي- عليه ‏الصلاة والسلام- من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى أخضلّت لحيته، وبكت ‏معه أساقفته، فقال النجاشي:-" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا ‏والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد"‏ ‎[6]‎‏. فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا ‏في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.‏
‏ كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة، والذين صابروا وجاهدوا والذي لمسه ‏النجاشي من سلوك المهاجرين، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، ‏وكان ذلك أول إختبار تجتازه.‏
عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة ‏حفصة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهما عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قائلاً:- ‏‏" لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم"‏ ‎[7]‎‏. فغضبت- رضي الله ‏عنها وقالت:-" أي لعمري لقد صدقت؟! كنتم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم، ‏ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلأذكرن ذلك ‏له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك".‏ ‎[8]‎‏ فذكرت ذلك له، فقال:-" لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى ‏النجاشي! وهاجرتم إلّي"‏ ‎[9]‎‏. فسرّت بذلك وأثلج صدرها، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر ‏وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم ‏إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".‏
‏ وبدأ الاختبار الجدّي الآخر لأسماء. بعد أن عادت من الحبشة وحلّت في المدينة، فرح ‏الرسول – عليه الصلاة والسلام_ بعودتهما وقد صاحب ذلك فتح خيبرفقال:-" لا أدري بأيهما أفرح؟ ‏بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟"‏ ‎[10]‎‏. فمضت أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجاته وبناته، ومضى ‏جعفر مع الرسول- عليه الصلاة والسلام- يشهد معه كل المشاهد حتى جاء يوم الاختبار الفعلي ‏لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول- عليه الصلاة والسلام- خبر ‏استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، فقد كانت له معزّة خاصة ومكانة عالية عند الرسول- عليه ‏الصلاة والسلام- وكان مؤازرا، مدافعاً له، وكان خير الناس للمساكين، حنون، عطوف عليهم، ‏وفوق هذا كله فهو شبيه الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذلك كان حزنه عليه كبيراً، حين ذهب ‏عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن ‏نبأ وفاته ‎[11]‎‏. " أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله- صلى ‏الله عليه وسلم_ ولقد هنأت( أي دبغت أربعين إهاباً من آدم) وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت ‏وجوههم ودهنتهم, فدخل عليّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:- " يا أسماء: أين بنو ‏جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء ‏لزوجها، فسألت النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال لها:- " قتل جعفر اليوم" فقامت تصيح وتنحب، ‏حتى اجتمع عليها الناس يهدئونها من روعها. فقال عليه الصلاة والسلام:-" يا أسماء لا تقولي هجراً ‏ولا تضربي صدراً". وكان عليه الصلاة والسلام عندما يرى أسماء ويرى فيها الحزن البالغ وثورة ‏البكاء العارمة، كان يطمئنها قائلاً: " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبريل ومكائيل" ‏فرد عليه السلام ثم قال صلوات الله عليه:" فعوضّه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء.‏
‏ وتمر الأيام والشهور وأسماء- رضي الله عنها- صابرة، مخلصة لذكرى زوجها، فكيف ‏لا وقد كان الزوج والحبيب والرفيق، فظلت منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق ‏والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج ‏منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه وانتقلت معه ‏إلى بيت الزوجية، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد منه نور ‏الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه " محمداً". وعندما أحس أبوبكرالصديق بدنو ‏أجله، أوصى أسماء بتغسيله- رضي الله عنهما- وأوصاها إن كانت صائمة في ذلك اليوم أن تفطر، ‏وهذا يدل على منتهى الحب والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء- رضي الله عنهما. وعندما حانت ‏ساعة الموت، حزنت أسماء وهي تعجز عن النظر إليه، الذي كان يشع بالنور، فدمعت عيناها، ‏وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى. فعندما قامت بتنفيذ الوصية الأولى بغسله، وقد أضناها ‏الحزن العميق، نسيت الوصية الثانية، فقد كانت صائمة، فعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، ‏أخذت تسأل فهل تنفذ الوصية أم لا، فكان موقفا صعبا، أن وفاؤها لزوجها أبى عليها أن ترد عزيمة ‏زوجها الراحل، رضي الله عنه، فدعت بماء وشربت.‏ ‎[12]‎‏.‏
‏ أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي ‏بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان علي-كرم الله وجهه- ينتظر ‏انتهاء عدتها، ليتقدم إليها، فهو رفيق رسول الله – صلى الله عليه وسلم-وصهره لابنته الراحلة ‏فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق، فكان وفاء لأخيه الحبيب جعفر، ولصديقه أبو ‏بكر الصديق- رضي الله عنهما‏ ‎[13]‎‏.‏
‏ تزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بأسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت ‏له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له يحيى و عوناً، فكانت مثالاً لكل فتاة، ‏ولكل زوجة وأم في كل زمان ومكان. كان علي- كرم الله وجهه- معجباً بها و بذكائها ورجاحة ‏عقلها، فقد اختلف ولديها" محمد بن جعفر و محمد بن أبي بكر" فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه ‏فقال كل منهما:-" أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك". وجعل علي- كرم الله وجهه- هذه المسألة ‏لأسماء، فكان ذلك دلالة على أنه كان يريد منها أن تستخرج من فؤادها من الحب والوفاء، واختباراً ‏لذكائها. فلم وقفت أسماء بين ولديها، قالت بكل ثقة ومن غير تردد:-" ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ‏ولا كهلا خيراً من أبي بكر". فسكت الولدان، وتصالحا فقال علي مداعباً:-" فما أبقيت لنا؟".‏ ‎[14]‎
‏ وهكذا كانت أسماء نموذجاً حياً لأخلاق القرآن والإسلام وأخذت تكبر في عين علي كرّم ‏الله وجهه- حتى أصبح يردد في كل مكان " كذبتكم من النساء الخارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا ‏أسماء بنت عميس".‏

وفاتها: ‏
‏ ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة ‏المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على ‏مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فتلوت من الحزن والألم عليه، فعكفت في مصلاها، وحبست ‏دمعها وحزنها، حتى شخب ثديها ( سال منها) دماً ونزفت، وتمر الأيام، والأحداث، حتى فجعت ‏بمقتل زوجها الخليفة علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- فلم تعد قادرة على احتمال المصائب ‏والأوجاع، حتى وقعت صريعة المرض، تتلوى من شدة الألم على فراق أزواجها الصحابة ‏الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر، وفاضت روحها إلى السماوات العلى، فرضي الله عنها. ‏ ‎[15]‎‏ ‏

‏‏
قائمـــــة المراجع والمصادر

‏1- بسام محمد حمامي: نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم، دار العلم، ‏دمشق، ص 364- 364 ‏
‏2- خالد عبد الرحمن العك:- صور من حياة صحابيات الرسول- صلى الله عليه ‏وسلم، ج1، ط1، دار الألباب، دمشق، بيروت، 1989، ص 470- 471 .‏
‏3- عيد مهنا، أخبار النساء في العقد الفريد، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، ‏لبنان، ص 139.‏
‏4- محمد سعيد مبيض:- موسوعة حياة الصحابيات، دار الثقافة، إدلب- ‏سوريا، ص38-39 .‏
‏5- محمد علي قطب:- نساء حول الرسول، ج1 ، ط1 ، دار الدعوة للطباعة ‏والنشر، الإسكندرية، 1995 ، ص151- 152 .‏


*************

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

الخنساء


(‎الخنساء) تماضر بنت عمرو بن الشريد بن رباح السلمية ، صحابية جليلة ، وشاعرة‎ ‎مشهورة ‏، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم ، فأسلمت‎ ‎معهم‎.

‎- ‎كانت الخنساء تقول البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية‎ ‎بن عمرو ، وقتل أخوها ‏لأبيها صخر ، وكان أحبهما إليها لأنه كان حليماً جوداً‎ ‎محبوباً في العشيرة ، كان غزا بني أسد ‏، فطعنه أبو ثور الأسدي طعنه مرض منها حولاً‎ ‎ثم مات ، فلما قتل أخوها صخر قال ترثيه‎ :

أعيني جودا ولا‎ ‎تجمدا.............................. ألا تبكيان لصخر الندى‎
ألا تبكيان الجريء‎ ‎الجميل .......................ألا تبكيان الفتى السيدا‎
طويل النجاد رفيع‎ ‎العماد ........................ ســاد عشيرتــه أمردا‎
إذا القوم مدوا بأيديهم‎ .........................‎إلى المجد مد إليه يدا‎
فنال الذي فوق بأيديهم‎ ......................... ‎من المجد ثم مضى مصعدا‎
يحمله القوم ما‎ ‎عالهم............................ وإن كان أصغرهم مولدا‎
ترى المجد يهوي إلى‎ ‎بيته .................... يرى أفضل المجد أن يحمدا‎
وإن ذكر المجد‎ ‎ألفيته............................ تأزر بالمجد ثم ارتدى‎

وقالت في رثاء‎ ‎معاوية‎:
ألا لا أرى في الناس مثل معاوية............ إذا طرقت إحدى الليالي‎ ‎بداهية‎
بداهية يصغى الكلاب حسيسها..................... وتخرج من سر النجي‎ ‎علانية‎
وكان لزاز الحرب عند نشويها................إذا سمرت عن ساقها وهي ذاكية‎
وقواد خيل نحو أخرى كأنها.................... سعال وعقبان عليها زبانية‎
بلينا وما تبلى تعار وما ترى ................ على حدث الأيام إلا كما هيه‎
فأقسمت لا ينفعك دمعي وعولتي .................عليك بحزن ما دعا الله داعية‎

‎- ‎لقد كانت شهرة الخنساء رضي الله عنها قد ذاعت وطار صيتها في كل مكان ،‎ ‎وخاصة من ‏خلال مراثيها التي سارت بها الركبان‎ .

‎- ‎وهي إلى شاعريتها صاحبة‎ ‎شخصية قوية ، تتمتع بالفضائل والأخلاق العالية ، والرأي ‏الحصيف ، والصبر والشجاعة‎ .

‎- ‎وإن موقفها يوم القادسية لدليل واضح على صبرها وشجاعتها ، فقد خرجت في‎ ‎هذه المعركة ‏مع المسلمين ومعها أبناؤها الأربعة ، وهناك ، وقبل بدء القتال أوصتهم‎ ‎فقالت : يا بني لقد ‏أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو‎ ‎إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت ‏أباكم ، ولا فضحت خالكم‎ ..

إلى أن قالت‎ : ‎فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، ‏وبالله‎ ‎على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على‎ ‎أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم‎ ‎والكرامة في ‏دار الخلد والمقامة‎.

فلما أصبح أولادها الأربعة باشروا القتال‎ ‎واحداً بعد واحد حتى قتلوا ، وكل منهم أنشد قبل أن ‏يستشهد رجزاً ، فأنشد الأول‎ :

يا إخوتي إن العجوز الناصحة................ قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة‎
بمقالة ذات بيان واضحة........................ وإنما تلقون عند الصابحة‎
من‎ ‎آل ساسان كلاباً نابحة‎

وأنشد الثاني‎ :
إن العجوز ذات حزم‎ ‎وجلد...................... قد أمرتنا بالسداد والرشد‎
نصيحة منها وبراً‎ ‎بالولد................... فباكروا الحرب حماة في العدد‎

وأنشد الثالث‎ :
والله لا نعصي العجوز حرفاً......................... نصحاً وبراً صادقاً‎ ‎ولطفاً‎
فبادروا الحرب الضروس زحفاً.......................حتى تلقوا آل كسرى‎ ‎لفا‎

وأنشد الرابع‎ :
لست لخنساء ولا للأقرم......................... ولا‎ ‎لعمرو ذي النساء الأقدم‎
إن لم أراه في الجيش خنس الأعجمي................ ماض‎ ‎على الحول خضم خضرم‎

وبلغ الخنساء خير مقتل أبنائها الأربعة فقالت : (الحمد‎ ‎لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي ‏أن يجمعني بهم في مستقر رحمته‎).

‎- ‎وقفلت الخنساء عن ميدان القادسية وقد فتح الله تعالى على المسلمين. عادت إلى‎ ‎المدينة ، ‏وعلم بها عمر رضي الله عنه فعزاها في أبنائها ، وكان يعطيها أرزاق‎ ‎أولادها الأربعة حتى ‏قبض‎.

‎- ‎ثم انصرفت إلى البادية ، إلى مضارب قومها بني‎ ‎سليم ، وقد أنهكتها الأيام والأعوام ، وما ‏لبثت أن فارقت الحياة مع مطلع خلافة‎ ‎عثمان بن عفان رضي الله عنه‎.


**********
[/size]

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

الربيع بنت معوذ


‏-‏ أبوها معوّذ بن عفراء ، من كبار أهل بدر‎ .

‎- ‎وزوجها هو إياس بن البكير‎ ‎الليثي ، أحد كبار المهاجرين‎ .


‎- ‎حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ ‎زواجها ، تقول عن زواجها : دخل عليّ ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرسي ،‎ ‎فقعد على موضع فراشي هذا ، ‏وعندنا جاريتان تضربان بدف ، وتندبان آبائي الذين قتلوا‎ ‎يوم بدر ، وقالتا فيما ‏تقولان : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقل : ( أما هذا فلا‎ ‎تقولا‎ ) .

‎- ‎عن محمد بن عمار بن ياسر قال : قلت للربيع بنت معوذ : صفي لي‎ ‎رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم : فقال : يابني لو رأيته لرأيته الشمس طالعة‎ .

‎- ‎قالت : كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ،‎ ‎ونرد ‏القتلى والجرحى إلى المدينة‎ .

‎- ‎كانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم بيعة الرضوان تحت الشجرة‎ .

‎- ‎كان عدد من الصحابة يأتونها ويسألونها عما‎ ‎تعرفه من أحكام دينها ، ومن ذلك ما ‏روي في الصحيحين عنها قالت : أرسل النبي صلى‎ ‎الله عليه وسلم غداة عاشوراء ‏إلى قرى الأنصار : ( من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ،‎ ‎ومن أصبح صائماً فليصم ‏‏) ، قالت : فكنا نصومه ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من‎ ‎العهن – الصوف ‏‏– فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار‏‎ .

‎- ‎توفيت الربيع بنت معوذ في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

الشيماء بنت الحارث السعدية


الشيماء بنت الحارث السعدية ، امرأة بدوية من بني سعد‎ .

‎- ‎وهي ابنة حليمة‎ ‎السعدية التي كانت من بين مراضع بني سعد حين انطلقن إلى مكة يلتمسن ‏الأطفال‎ ‎لإرضاعهم ، فلم يطل مكثها بمكة حتى عادت تحمل معها طفلاً ، ولم يكن هذا الطفل‎ ‎الرضيع سوى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرضعته حليمة ، وطرحت البركة‎ ‎في كل ‏ما عندها‎ .

‎- ‎وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء سنتين‎ ‎ترضعه حليمة ، وتحضنه ابنتها الشيماء ‏بنت الحارث بن عبدا لعزى بن رفاعة السعدية أخت‎ ‎الرسول صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة‏‎.


‎- ‎وقد كان عليه الصلاة‎ ‎والسلام يخرج مع أولاد حليمة إلى المراعي ، وأخته الشيماء تحضنه ‏وتراعيه ، فتحمله‎ ‎أحياناً إذا اشتد الحر ، وطال الطريق ، وتتركه أحياناً يدرج هنا وهناك ، ثم تدركه‎ ‎فتأخذه بين ذراعيها وتضمه إلى صدرها ، وأحياناً تجلس في الظل ، فتلعبه وتقول‎ :

يا ربنــــا أبق لنا محمداً..................حتى أراه يافـــعاً‎ ‎وأمـــردا‎
ثم أراه سيداً مســــــــــــوداً................واكبت أعاديه معاً‎ ‎والحسدا‎
‎*‎وأعطه عزاً يدوم أبداً‎*

‎-‎قال محمد بن المعلى الأزدي : وكان أبو‎ ‎عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول : ما أحسن ما أجاب الله ‏دعاءها‎.

‎- ‎وأقام‎ ‎النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد إلى الخامسة من عمره ينهل من جو البادية الطلق‎ ‎الصحة والنماء ، ويتعلم من بني سعد اللغة المصفاة الفصيحة. وقد تركت هذه السنوات‎ ‎الخمس في ‏نفسه الكريمة أجمل الأثر وأبقاه ، وبقيت الشيماء وأهلها وقومها موضع محبته‎ ‎وإكرامه طوال حياته ‏‏– عليه الصلاة والسلام‏‎.

‎- ‎ذكر الإمام ابن حجر في الإصابة‎ ‎أن الشيماء لما كان يوم هوازن ظفر المسلمون بهم ، وأخذوا ‏الشيماء فيمن أخذوا من‎ ‎السبي ، فلما انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ‏، إني‎ ‎لأختك من الرضاعة. قال : وما علامة ذلك ، قالت : عضة عضضتها في ظهري ، وأنا ‏متوركتك‎ ‎، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة ، فبسط لها رداءه ، ثم قال لها : ههنا‎ ‎، ‏فأجلسها عليه ، وخيّرها ، فقال : إن أحببت فأقيمي عندي محببة مكرمة ، وإن أحببت‎ ‎أن أمتعك ‏فارجعي إلى قومك ، فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي ، فمتعها وردها إلى‎ ‎قومها‎.

‎- ‎ولم يتوقف إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للشيماء عند هذا فحسب ،‎ ‎بل شمل ذلك بني سعد ‏جميعهم ، ومعلوم أن بني سعد من هوازن ، وذلك أنه لما انتصر‎ ‎عليهم يوم حنين وغنم أموالهم ‏ونسائهم وذراريهم ، عند ذلك جاءه وفد هوازن بالجعرانة‎ ‎وقد أسلموا، فقالوا : يا رسول الله ، إنا ‏أصل وعشيرة ، وقد أصابنا من البلاء ما لم‎ ‎يخف عليك فامنن علينا من الله عليك. وقام خطيبهم ‏زهير بن صرد أبو صرد فقال : يا‎ ‎رسول الله ، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك ‏اللاتي كن يكفلنك ، ولو أنك‎ ‎ملحنا لابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ، ثم أصابنا منها مثل الذي ‏أصابنا منك ،‎ ‎رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت رسول الله خير المكفولين ، ثم أنشأ يقول‎ :

امنن‎ ‎علينا رسول الله في كرم.....................فإنك المرء نرجوه وننتظر‎
امنن على‎ ‎بيضة قد عاقها قدر....................ممزق شملها في دهرها غير‎
أبقت لنا الدهر‎ ‎هتافاً على حزن.................على قلوبهم الغمّاء والغمر‎
يا خير طفل ومولود‎ ‎ومنتجب .................في العالمين إذا ماحصل البشر‎
إن لم تدراكها نعماء‎ ‎تنشرهـــــا...........ياأرجح الناس حلماً حين يختبر‎
امنن على نسوة قد كنت‎ ‎ترضعها................إذ فوك تملؤه من مخضهاالدرر‎
امنن على نسوة قد كنت‎ ‎ترضعها.................وإذ يزينك ما تأتي وما تذر‎
لا تجعلنا كمن شالت‎ ‎نعامتــــــه.............. واستبق منا فإنا معشر زهر‎
إنا لنشكر آلاء وإن‎ ‎كفـــــرت................ وعندنا بعد هذا اليوم مدخر‎

فقال رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم : (نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم) ؟ فقالوا: يا رسول ‏الله ،‎ ‎خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، بل أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا ، فقال رسول الله صلى‏‎ ‎الله عليه ‏وسلم : (أما ما كان ولي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وإذا أنا صليت بالناس‎ ‎فقوموا فقولوا : إنا ‏نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين ،‎ ‎وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم في أبنائنا ونسائنا ، فإني سأعطيكم‎ ‎عند ذلك ، وأسأل لكم)، فلما صلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم بالناس الظهر قاموا‎ ‎فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : (إما ما ‏كان لي ولبني عبد‎ ‎المطلب فهو لكم ) ، فقال المهاجرون : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله ‏عليه‎ ‎وسلم ، وقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم‎.

قال‎ ‎ابن كثير : ( ولقد كان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت فواضله عليه الصلاة‎ ‎والسلام ‏قديماً وحديثاً ، خصوصاً وعموماً‎(‎‏.‏

***********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

الفريعة بنت مالك بن سنان الخدرية


‎- ‎أبوها مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري الخزرجي الخدري‎ .

‎- ‎أخوها الشقيق‎ ‎سعد بن مالك بن سنان ، أبو سعيد الخدري‎ .

‎- ‎أخوها لأمها قتادة بن النعمان‎ ‎الأنصاري الظفري ، من أهل بدر‎ .


‎- ‎أخوها الشقيق سعد بن مالك بن سنان ،‎ ‎أبو سعيد الخدري‎ .

‎- ‎أخوها لأمها قتادة بن النعمان الأنصاري الظفري ، من أهل‎ ‎بدر‎ .

‎- ‎توفي زوجها سهل بن رافع بن بشير الخزرجي حين خرج في طلب عبيد له ،‎ ‎فغدروا به وقتلوه ‏قرب المدينة المنورة ، وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن‎ ‎ترجع إلى أهلها في بني خدرة ، ‏فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تمكث في بيتها‎ ‎أربعة أشهر وعشراً ، فامتثلت ، فلما تمت ‏عدتها خلف عليها سهل بن بشير بن عنبسة‎ ‎الأنصاري‎ .

‎- ‎حضرت بيعة الرضوان في السنة السادسة من الهجرة‎ . ‎

__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم الدحداح


‎- ‎أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ‎ ‎الإسلام، ‏وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا‎ ‎الزائل‎.


‎- ‎أسلمت أم الدحداح حين قدم مصعب بن عمير المدينة سفيراً لرسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم ليدعو ‏أهلها إلى الإسلام حيث كانت ممن ناله شرف الدخول في‎ ‎الإسلام، كما أسلمت أسرتها كلها، ومشوا ‏في ركب الإيمان‎.

‎- ‎زوجها الصحابي‎ ‎الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس ‏حليف‎ ‎الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى‏‎ ‎الله عليه ‏وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم‎ ‎وأموالهم‎.

‎- ‎وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما‎ ‎نزل قوله تعالى: (من ذا الذي ‏يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي‎ ‎وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني ‏عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم‎ ‎الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ‏ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة‎ ‎؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني يدك. فناوله ‏رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله ‏لا‎ ‎أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ : (‎اجعل إحداهما ‏لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني‎ ‎جعلت خيرهما لله تعالى وهو ‏حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به‎ ‎الجنة‎).

فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة‎ ‎تدور تحت النخل ، فأنشأ ‏يقول‎ :
هداك الله سبل‎ ‎الرشاد..........................................إ لى سبيل الخير والسداد‎
بيني‎ ‎من الحائط بالوداد..................................... فقد مضى قرضاً إلى التناد‎
أقرضته الله على اعتمادي..................................... بالطوع لا من‎ ‎ولا ارتداد‎
إلا رجاء الضعف في المعاد....................................ارتحلي‎ ‎بالنفس والأولاد‎
والبر لا شك فخير‎ ‎زاد..........................................قدمه المرء إلى المعاد‎

قالت‎ ‎أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم‎ ‎الدحداح ‏وأنشأت تقول‎:
بشرك الله بخير‎ ‎وفرح......................................... مثلك أدى ما لديه ونصح‎
قد متع‎ ‎الله عيالي ومنح ...............................بالعجوة السوداء والزهو البلح‎
والعبد يسعى وله قد كدح................................. طول الليالي وعليه ما‎ ‎اجترح‎

ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم،‎ ‎وتنفض ما في أكمامهم ‏حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة ‏لأبي الدحداح).‏‎

‎- ‎وكان أبو الدحداح رضي الله‎ ‎عنه مثالاً فريداً في التضحية والفداء، فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل ‏أبو الدحداح‎ ‎والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن‎ ‎الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفر من الأنصار ،‎ ‎فجعل يحمل ‏بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن‎ ‎الوليد ، وعمرو بن ‏العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ،‎ ‎وحمل عليه خالد ابن ‏الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتاً رضي الله عنه، واستشهد أبو‎ ‎الدحداح فعلمت بذلك أم الدحداح ، ‏فاسترجعت ، وصبرت ، واحتسبته عند الله تعالى الذي‎ ‎لا يضيع أجر من أحسن عملاً‎.‎


*********
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم الفضل زوج العباس


‎- ‎لبابة بنت الحارث ، هي زوج العباس بن عبد المطلب ، عم النبي صلى الله عليه وسلم ،‎ ‎وأم ‏أولاده الرجال الستة النجباء الذين لم تلد امرأة مثلهم وهم : الفضل ، وعبد الله‎ ‎، وعبيد الله ، ومعبد ، ‏وقثم ، وعبد الرحمن‎.


‎- ‎وفيها قال عبد الله بن‎ ‎يزيد الهلالي‎ :
ما ولدت نجيبة من فحل................................. بجبل‎ ‎نعلمه وسهل‎
كسته من بطن أم الفضل ...........................أكرم بها من كهلة‎ ‎وكهل‎
عم النبي المصطفي ذي الفضل..................... وخاتم الرسل وخير الرسل‎

‎- ‎أسلمت أم الفضل قبل الهجرة ، وهي أول امرأة أسلمت بعد خديجة أم المؤمنين‎ ‎رضي الله عنها ، ‏وكان ابنها عبد الله يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء‎ ‎والولدان‎.

‎- ‎كانت أم الفضل رضي الله عنها شجاعة في الحق لا تخشى لومة لائم ،‎ ‎والموقف الآتي يصور لنا ‏ذلك : قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏‎ : ‎كنت غلاماً للعباس ، وكان الإسلام فأسلم ‏العباس سراً ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلمت ،‎ ‎وكان العباس يهاب قومه‎.

وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاص بن‎ ‎هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا، لم ‏يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه‎ ‎رجلاً‎.

فلما جاء الخبر من مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، فوجدنا‏‎ ‎في أنفسنا قوة وعزاً ‏قال: وكنت رجلاً ضعيفاً، أعمل الأقداح أنحتها في حجرة زمزم،‎ ‎فوالله إني لجالس وعندي أم الفضل ‏جالسة، وقد سرنا ما جاءنا من الخير، إذ أقبل أبو‎ ‎لهب يجر رجليه بشر حتى جلس. فبينما هو جالس ‏إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث‎ ‎قد قدم. فقال أبو لهب: هلم إلي، فعندك لعمري الخبر، ‏فجلس إليه والناس قيام عليه،‎ ‎فقال: يا ابن أخي، أخبرني كيف أمر الناس ؟ فقال أبو سفيان : والله ما ‏هو إلا أن‎ ‎لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا ، ويأسروننا كيف شاؤوا ، وأيم‎ ‎الله مع ‏ذلك ما لمت الناس ، لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق بين الناس ، والأرض‎ ‎والله لا يقوم لها شيء‎.

قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك‎ ‎والله الملائكة ! فرفع أبو لهب يده فضرب ‏بها في وجهي ضربة شديدة، وكنت رجلاً‎ ‎ضعيفاً، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، ‏فأخذته فضربته به ضربة فلقت في‎ ‎رأسه شجة منكرة، وقالت: استضعفته أن غاب عنه سيده !! فقام ‏أبو لهب مولياً ذليلاً،‎ ‎فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة – وهي بثرة تخرج بالبدن ‏فتقتل‎ ‎وهي تشبه الطاعون - فقتلته‏‎.

‎- ‎ومن أخبار أم الفضل رضي الله عنها ما رواه ابن‏‎ ‎سعد في طبقاته والترمذي في سننه أن أم الفضل ‏رضي الله عنها رأت في منامها حلماً‎ ‎عجيباً فذهبت لتوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: ‏يا رسول الله، رأيت‎ ‎فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي !! فقال رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم‎ : (‎خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً وترضعينه بلبان ابنك قثم‎).

‎- ‎وخرجت أم‎ ‎الفضل بهذه البشرى الكريمة، وما هي إلا فترة وجيزة حتى ولدت فاطمة الحسين بن ‏علي‎ ‎رضي الله عنهما فكفلته أم الفضل. قالت أم الفضل: فأتيت به رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم ‏فهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أم‎ ‎الفضل أمسكي ابني فقد ‏بال علي‎).

قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت‎: ‎آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلت عليه، ‏فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم: (يا أم الفضل آذيتني في بني، أبكيته‎).

ثم دعا بماء، فحدره‎ ‎عليه حدراً، ثم قال: إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كان جارية فاغسلوه‎ ‎غسلاً).‏‎

‎- ‎ومن أخبار أم الفضل وفيها دلالة على حكمتها أن ناساً من الصحابة‎ ‎تماروا يوم عرفة في صوم ‏النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: وهو صائم، وقال‎ ‎بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت أم الفضل ‏إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره حصل عند‎ ‎القوم‎.

‎- ‎توفيت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه‎.‎

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم المنذر سلمى بنت قيس


‎- ‎اسمها : سلمى بنت قيس بن عمرو بن عبيد‎ .

‎- ‎إحدى خالات النبي صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎ .

‎- ‎أسلمت على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه ودعوته في المدينة حين‏‎ ‎قدمها قبل النبي صلى ‏الله عليه وسلم‎ .


‎- ‎أخت سليط بن قيس أحد فرسان‎ ‎مدرسة النبوة ، شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول ‏الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم ، وهو أحد أبطال معركة الجسر مع أبي عبيد ، حيث استشهد بها سنة أربع ‏عشرة من‎ ‎الهجرة ، ولم يكن له عقب‎ .

‎- ‎كانت من النساء اللاتي بايعن رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم ، في نسوة من الأنصار ، تقول : ‏فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله‎ ‎شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه ‏بين أيدينا‎ ‎وأرجلنا و لا نعصيه في معروف قال : ( ولا تغششن أزواجكن ) ، قالت : فبايعناه ثم‎ ‎انصرفنا ، فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما غش‎ ‎أزواجنا ؟ ‏قالت : فسألته ، فقال : ( تأخذ ماله فتحابي به غيره‎ ) .

‎- ‎وفي‎ ‎غزوة بني قريظة رأى النبي صلى الله عليه وسلم علائم الحيرة مرتسمة في وجه أم المنذر‎ ‎فسألها وقال : ( ما لك يا أم المنذر ؟ ) ، قالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله رفاعة‎ ‎بن سموأل كان ‏يغشانا – يزورنا – ولنا به حرمة فهبه لي . وكان رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم قد رأى رفاعة ‏يلوذ بها ، فقال : ( نعم هو لك ) . ثم قالت : يا رسول الله‎ ‎، إنه سيصلي ويأكل لحم الجزور ، فتبسم ‏عليه الصلاة والسلام ثم قال : ( إن يصلي فهو‎ ‎خير لك ، وإن يثبت على دينه فهو شر له ) . ثم ‏أطلقه ، قالت أم المنذر : فأسلم رفاعة‎ .

‎- ‎وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويأكل عندها ، ويشير إلى أن‎ ‎طعامها ذو بركة وذو ‏نفع ، قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ناقه‎ – ‎أي متماثل للشفاء – ولنا دوالي ‏معلقة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل‎ ‎منها ، وقام علي ليأكل ، فطفق رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم يقول لعلي : ( إنك ناقه‎ ) ‎، حتى كف علي ، قالت : وصنعت شعيراً وسلقاً فجئت به ، ‏فقال رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم : ( يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك).‏
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم أيمن‎ ‎بركة الحبشية‎ ‎،
مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاضنته‎ .



‎- ‎ورثها من‎ ‎أبيه ، ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة‎ .

‎- ‎وكانت من المهاجرات الأول‎ .
‎ ‎
‎- ‎اسمها : بركة . وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي فولدت له‎ : ‎أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، ‏استشهد يوم حنين‎ .

‎- ‎ثم تزوجها زيد بن حارثة‎ ‎ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، حب ‏رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم‎ .

‎- ‎عن أنس قال : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه‏‎ ‎وسلم . قيل لها‎
‎: ‎أتبكين ؟ قال : والله لقد علمت أنه سيموت ، ولكني أبكي على‎ ‎الوحي إذ انقطع عنا من السماء‎ .

‎- ‎وعن طارق قال : لما قتل عمر بكت أم أيمن‎ ‎وقالت : اليوم وهى الإسلام‎ .‎

‎- ‎قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان ‏

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم حرام بنت ملحان ‏


‎- ‎بنت ملحان بن خالد بن زيد‎ .

‎- ‎أخت أم سليم ، وخالة أنس‎ ‎بن مالك ، وزوجة عبادة بن الصامت‎ .

‎- ‎كانت من علية النساء‎ .


‎- ‎عن‎ ‎أنس قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما هو إلا أنا وأمي وخالتي أم‎ ‎حرام ، فقال : ( ‏قوموا فلأصل بكم ) فصلى بنا في غير وقت صلاة‏‎ .

‎- ‎وعن أنس‎ ‎قال : حدثتني أم حرام بنت ملحان : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بيتها‎ ‎يوماً ، ‏فاستيقظ وهو يضحك ، فقلت : يا رسـول الله ، ما أضحكـك ؟ قال : ( عرض علي‎ ‎ناس من أمتي ، ‏يركبون ظهر هذا البحر ، كالملوك على الأسرة ) قلت : يا رسول الله ،‎ ‎ادع الله أن يجعلني منهم . قال : ( ‏أنت من الأولين ) . فتزوجهـا عبـادة بن الصامت ،‎ ‎فغزا بها في البحر فحملها معه ، فلما رجعوا قربت ‏لهـا بغـلة لتركبها ، فصـرعتها‎ ‎فدقت عنقها فماتت ، رضي الله عنها‎ .

‎- ‎قلت : يقال هذه غزوة قبرس [ أو قبرص‎ ] ‎في خلافة عثمان . وبلغني أن قبرها يزار‎ . ‎

المصدر : نزهة الفضلاء 1/155‏‎ ‎

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم خالد بنت خالد ‏


‎- ‎أمة بنت خالد، صحابية قرشية مكية، تكنى أم خالد‎.

‎- ‎أبوها خالد بن سعيد بن‎ ‎العاص أحد السباقين إلى الإسلام، وأمها أميمة بنت خلف الخزاعية إحدى فضليات ‏نساء‎ ‎الصحابة‎.

‎- ‎وأخوها سعيد بن خالد، أحد الصحابة الأبرار‏‎.


‎- ‎وعمها‎ ‎عمرو بن سعيد بن العاص من السابقين إلى الإسلام، قتل في معركة اليرموك‎.

‎- ‎وزوجها أحد العشرة المبشرين بالجنة الزبير بن العوام – رضي الله عنهم‏‎ ‎أجمعين‎.

‎- ‎ولدت أم خالد في أرض الحبشة، وفتحت عينيها على الإسلام، وكان‎ ‎والدها من المهاجرين إلى الحبشة حين ‏اشتد الأذى على المؤمنين في مكة‎.

‎- ‎ولقد‎ ‎كان لأم خالد مكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يخصها بهديته، ومن‎ ‎ذلك أنه أتي – ‏عليه الصلاة والسلام – بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: (من ترون‎ ‎أكسو هذه) ؟ فسكتوا. فقال: ‏‏(ائتوني بأم خالد)، قالت أم خالد – وهي التي روت الحديث‏‎: ‎فأتي بي أحمل، فألبسنيها بيده، وقال (أبلي ‏وأخلقي) يقولها مرتين، وجعل ينظر إلى علم‎ ‎الخميصة أصفر وأحمر، فقال: (هذا سنا يا أم خالد، هذا سنا) ‏ويشير بإصبعه إلى العلم،‎ ‎وسنا بالحبشة: حسن‎.

‎- ‎وقد تزوجت أم خالد الزبير بن العوام – رضي الله عنها،‏‎ ‎وولدت له عمراً وخالداً‎.

‎- ‎ولقد كان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أثر‎ ‎مبارك في حياة أم خالد رضي الله عنها عندما قال لها: (أبلي ‏وأخلقي) إذ معنى الحديث‎ ‎كما قال الحافظ ابن الحجر في الفتح: (أي إنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ‏ويخلق‎). ‎وقد استجيبت دع
وة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تعش امرأة من الصحابة ما عاشت‎ ‎أم خالد. ‏وذكر الذهبي في السير : أنها عمرت إلى قريب عام تسعين‎.
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم رومان بنت عامر ‏


‎- ‎زوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وابناها : عائشة أم المؤمنين وزوج رسول الله‎ ‎صلى الله عليه ‏وسلم وعبد الرحمن رضي الله عنهما‎ .

‎- ‎نشأت في منطقة بجزيرة‎ ‎العرب اسمها السراة ، وكانت ذات أدب وفصاحة‎ .

‎- ‎تزوجها قبل أبي بكر أحد شباب‎ ‎عصرها البارزين في قومه واسمه الحارث بن سخيرة الأزدي فولدت له ‏الطفيل‎ .


‎- ‎كان زوجها الحارث يرغب بالإقامة بمكة ، فسافر بها وبابنها إلى هناك‎ ‎، ودخل مكة في حلف أبي بكر ‏الصديق رضي الله عنه ، وذلك قبل الإسلام‎ .

‎- ‎بعد‎ ‎فترة توفي الحارث بن سخيرة ، فتزوجها أبو بكر إكراماً لصاحبه بعد مماته‎ .

‎- ‎وكان أبو بكر متزوجاً قبل ذلك ، وله من الولد : عبد الله وأسماء ، ثم ولدت له أم‎ ‎رومان : عبد الرحمن ‏وعائشة‎ .

‎- ‎لما أسلم أبو بكر حدث زوجته بالخير الذي رضيه‎ ‎لنفسه فأسلمت معه مبكراً‎
واستكتمها الأمر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً‎ .

‎- ‎كان النبي صلى الله عليه وسلم يتردد على دار أبي بكر فتتلقاه أم رومان‎ ‎بالبشر وحسن الضيافة‎ .

‎- ‎كانت لها مواقف صادقة في مواساة زوجها في الأيام‎ ‎الصعبة التي كانت تمر‎
بالدعوة في الفترة المكية ، وكانت تتألم لما يصيب‎ ‎المسلمين‎ .

‎- ‎عندما خرج أبو بكر الصديق مهاجراً إلى المدينة ، وترك أسرته في‎ ‎مكة لتلحق به ، كانت أم رومان تتحمل ‏شدة العيش بعد هجرة زوجها الذي احتمل ماله كله‎ ‎، ثم لما وصل الركب المهاجر إلى المدينة بسلام أرسل ‏النبي صلى الله عليه وسلم من‎ ‎يأتي بأهله وبناته ، ويأتي بأهل أبي بكر وأسرته‎ .

‎- ‎في طريق أسرة أبي بكر‎ ‎إلى المدينة تعرضت عائشة لخطر كبير ، حيث شرد بها‎
وبأمها الجمل ، فجعلت أم رومان‎ ‎تقول : واعروساه وابنتاه ، تقول عائشة : فسمعت قائلاً يقول : أرسلي ‏خطامه ، فأرسلت‎ ‎خطامه ، فوقف‎ .

‎- ‎حضرت حادثة الإفك الخطيرة التي هزت بيت أبي بكر الصديق كله‎ ‎فوقفت موقفاً‎
إيمانياً رائعاً وصبرت واحتسبت حتى جاء الفرج من عند الله‎ .

‎- ‎توفيت أم رومان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة ست من‎
الهجرة‎ . ‎

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم سلمة المخزومية ‏


أم سلمة،السيدة المحجبة ، الطاهرة ، هند بنت أبي أمية المخزومية‎ ‎، بنت عم خالد بن الوليد ، سيف الله ، ‏وبنت عم أبي جهل بن هشام‎ .


‎- ‎من‎ ‎المهاجرات الأول. كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عندأخيه من الرَّضاعة : أبي‎ ‎سلمة بن عبد ‏الأسد المخزومي ، الرجل الصالح‎ .

‎- ‎دخل بها النبي صلى الله عليه‎ ‎وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة .و كانت أجمل النساء ، وأشرفهنَّ ‏نسباً‎ .

‎- ‎و كانت آخر من مات من أمَّهات المؤمنين ، عُمِّرت حتى بلغها مقتَلُ الحسين ،الشهيد‎ ‎، فوجَمَت لذلك ، ‏و غُشيَ عليها ، وحَزِنَت عليه كثيراً ، لم تلَبث بعدهُ إلا‎ ‎يَسيراً و انتقلت إلى الله‎ .

‎- ‎و لها أولاد صحابيون : عَمر ، وسَلَمَةُ ، و‎ ‎زينبُ ، ولها جملة أحاديث‎ .

‎- ‎عاشت نحواً من تسعين سنة‎ .

‎- ‎و أبوها‎ : ‎هو زادُ الراكب ، أحد الأجواد . قيل : اسمه حُذيفة‎ .

‎- ‎وكانت تُعَدُّ من‎ ‎فُقهاء الصحابيات‎ .

‎- ‎عن زياد بن أبي مريم ، قالت أُمُّ سلمة لأبي سلمة‎ : ‎بلغني أنَّهُ ليس امرأةٌ يموت زوجُها ، وهو من أهل ‏الجنة ، ثم لم تَزَوَّج ، إلا‎ ‎جمع الله بينهما في الجنة ، فتعال أُعاهدك ألا تزوَّج بعدي ولا أتزوَّج بعدك ، ‏قال‎ : ‎أتُطيعينني ؟ قالت : نعم ، قال : إذا مِتُّ تزوَّجي ، اللهم ارزُق أمَّ سلمة بعدي‎ ‎رجلاً خيراً مني ، لا ‏يُحزنها ، ولا يُؤذيها . فلما مات ، قلت : من خيرٌ من أبي‎ ‎سلمة ؟ فما لبثتُ ، وجاء رسولُ الله صلى الله ‏عليه وسلم ، فقام على الباب فذكر‎ ‎الخِطبة إلى ابن أخيها ، أو ابنها ، فقالت : أرُدُّ على رسول الله صلى ‏الله عليه‎ ‎وسلم أو أتقدَّم عليه بعيالي ، ثم جاء الغد فخطب‎ .

‎-‎عن ثابتٌ : حدثني عمر‎ ‎بنُ أبي سَلَمة عن أبيه : أنَّ أُمَّ سَلَمَة لما انقضت عِدَّتها ، خَطبها أبو بكر‎ ‎، ‏فردَّته ، ثم عُمرُ ، فردَّته . فبعث إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقالت‎ : ‎مرحباً ، أخبر رسول الله ‏أني غَيرى ، و أني مُصبيَة ، وليس أحدٌ من أوليائي‎ ‎شاهداً ، فبعث إليها : (( أما قولُك : إني مُصبيةٌ ، ‏فإنَّ الله سَيكفيكِ صِبيانَكِ‎ ‎، و أما قولُكِ إني غَيرى ، فسأدعو الله أن يُذهب غَيرتَكِ ، و أما الأولياء ، فليس‎ ‎أحدٌ منهم إلا سيرضى بي )) . قالت : يا عُمرُ ، قُم فزوج رسول الله .وقال رسولُ‎ ‎الله صلى الله عليه ‏وسلم Egypt.Com - منتديات مصر( أما إني لا أنقُصُك مما أعطيت فُلانة ..)) الحديث‎ .

‎- ‎عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، قال : دخلت أيِّمُ العرب على سيد‎ ‎المسلمين أول العشاءِ عروساً ، ‏وقامت آخر الليل تَطحن . يعني : أم سلمة‎ .

‎- ‎عن أُمَّ سلمة ، قالت : لما تُوفي أبو سَلمة أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‎ : ‎كيف أقول ؟ قال : (( ‏قولي : اللهمَّ اغفِر لنا وَ لَه ، وأعقِبني منه عقبى صالحة‎ )) ‎فقلتها ، فأعقبني الله محمداً صلى الله عليه ‏وسلم‎ .

‎- ‎عن حذيفةأنه قال‎ ‎لامرأته : إن سَركِ أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي ، فإنَّ المرأة لآخر‎ ‎أزواجها في الدُّنيا ، فلذلك حُرِّم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يَنكحنَ‎ ‎بعده ، لأنَّهنَّ أزواجه في ‏الجنة‎ .

‎- ‎وفاتها في سنة إحدى و ستين ، رضي الله‎ ‎عنها‎ . ‎


نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء( 1/ 134)‏
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم سليم الأنصارية ‏


اسمها ونسبها:‏
أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف ‏كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء .‏
وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية اشتهرت بكنيتها.‏
‏ نبذة يسيرة عن قبيلة أم سليم رضي الله عنها:‏
وهي كما تقدم من الأنصار التي آوت رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من المؤمنين، وتكونت ‏اللبنة الأولى للدعوة الإسلامية في ربوع بلدهم (المدينة) وقد تنزلت في شأنهم آيات من كتاب الله، فهم ‏والمهاجرون هم السابقون الأولون.‏
وهم الذين عناهم الله بقوله جل ثناؤه ((والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا ‏يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) سورة الحشر آية 9 .‏
وكانوا هم الغالبية العظمى في غزوة بدر وأحد، وبيعة الرضوان وغير ذلك من المشاهد المتميزة في الإسلام.‏
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر لهم تلك المواقف، ومن أقواله المحفوظة عنه في الأنصار قوله صلى ‏الله عليه وسلم : " الناس شعار، والأنصار دثار" وقال صلى الله عليه وسلم : " أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي ‏وعيبتي ، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم .‏
وقال صلى الله عليه وسلم : " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن ‏أبغضهم أبغضه الله .‏
بل يكفيهم فخرا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لولا الهجرة لكان امرءا من الأنصار لما لهم من ‏مكانة في قلبه صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا مكانتهم: " لو أن الأنصار سلكوا واديا ‏أو شعبا لسلكت في وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار" فقال أبو هريرة راوي الحديث: ما ‏ظلم بأبي وأمي آووه ونصروه أو كلمة أخرى .‏

فمناقب الأنصار رضي الله عنهم وثناؤهم في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا ‏يصعب على المرء حصرها، وإيواؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين في دارهم منقبة لم ‏يشاركهم فيها أحد، ودورهم في الدعوة وتضحيتهم بالمال والنفس في سبيلها غير خاف على أحد، فرحم الله ‏الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء ا لأنصار.‏

الموقف الأول: أم سليم الأنصارية والزواج:‏
لقد أولى الإسلام الزواج اهتما خاصا لما فيه من أثر عظيم في تكوين اللبنة الأولى للمجتمع، فإذا صلحت تلك ‏اللبنة صلح المجتمع فمن أجل ذلك حث الإسلام على أن يختار كل طرف الآخر على أساس من الدين فقال ‏صلى الله عليه وسلم مخاطبا الأزواج: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" .‏
‏ وفي المقابل حث أولياء أمور النساء على قبول من تقدم إليهم بالزواج منهن إذا كان من أهل الاستقامة فقال ‏صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ‏عريض .‏
فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا ننظر إلى أم سليم الأنصارية رضي الله عنها كيف كان زواجها في الجاهلية ‏والإسلام.‏
عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت مالك بن النضر، فلما ‏جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام ‏وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها، وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم يقبل ‏هدى الله، ولم يستطع أن يقاوم الدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام فخرج إلى الشام فهلك هناك والذي ‏يظهر لي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا وراءه زوجته وابنه الوحيد إلا بعد أن يئس أن يثني أم سليم عن ‏الإسلام فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضى الله عنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير الزوج في ‏زوجته وأولاده، فاختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة ‏أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل، ‏ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن ‏زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من ‏الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب.‏

زواجها في الإسلام :‏
أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " ‏خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا ‏امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة .‏
وفي رواية عند الحاكم أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني قبل أن يسلم فقالت: يا أبا طلحة الست تعلم أن إلهك ‏الذي تعبد نبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، إن أنت أسلمت لا أريد من الصداق غيره، قال: حتى ‏أنظر في أمري فذهب فجاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس زوج أبا ‏طلحة.‏
فانظر كيف أن أم سليم أرخصت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت الحكمة للوصول إلى ‏هدفها، فهي من جهة بينت له ضلال ما هو عليه من عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع ‏السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يرد) أي أن فيك من ‏صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل ‏رغبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها ‏فصارت سببا في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله- صلى الله ‏عليه وسلم بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ".‏


الموقف الثاني: أم سليم الأنصارية مع ابنها أنس بن مالك في تربيته: ‏
حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال ‏النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلى الله عليه وسلم فجاء الجميع وهاجس كل واحد منهم ‏أن يتشرف برؤيته صلى الله عليه وسلم وتنافس الجميع في أن ينزل النبي صلى الله عليه وسلم عنده ليتشرف ‏بجواره، فصار ذلك نصيب أبي أيوب الأنصاري، فأقبلت الأفواج على بيته لزيارته صلى الله عليه وسلم ، ‏فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا ‏أنس يخدمك قال أنس رضي الله عنه: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم ‏صنعت ولا ألا صنعت. وكان أنس حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى ‏مات، فاشتهر أنس بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .‏
وقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن أم سليم رضي الله عنها إنما فعلت ذلك تخلصا من أنس لأنه رضي الله ‏عنه كان من غير زوجها أبي طلحة الحالي، والزوج غالبا ما يضيق ذرعا بأولاد زوجته من غيره، وحاشا أن ‏يكون ذلك من أم سليم بل إن ابنها كان في نظرها كل شيء لدليل أن أنسا رضي الله عنه كان يبيت ويأكل من ‏بيت أمه، وكان مع النبي- صلى الله عليه وسلم في الأوقات التي يحتاج فيها إلى الخدمة.‏

وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها أن:‏
‏1- خدمة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن ‏يسعد بهذه الخدمة ابنها و فلذة كبدها، ومن ثم لتنال هي وابنها أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى.‏
‏2- أن يتربى ابنها أنسن في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه صلى الله ‏عليه وسلم ، وتلك غاية من أشرف الغايات لا يتفطن إليها إلا أولوا الألباب.‏
‏3- أن يحوز أنس رضي الله عنه بسبب قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أكبر قدر من سنته صلى الله ‏عليه وسلم متمثلة في أقواله وأفعاله، فكان لها ما أرادت فصار أنس رضي الله عنه من الصحابة القلائل ‏المكثرين لرواية الحديث.‏
ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها، وذلك حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم ‏إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته وهم بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي ‏خويصة" (تصغير خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك خير آخرة ولا ‏دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له (يقول أنس!) فإني لمن أكثر الأنصار مالا، وحدثتني ابنتي ‏أمينة أنه دفن لي لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة .‏
وفي رواية الجعد عند مسلم قال أنس:" فدعا لي بثلاث دعوات قد رأيت منها اثنين في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة ‏في الآخرة .‏
فهذا القدر من أولاده هو الذي مات في حياته قبل ذلك التاريخ، وأما الذين كانوا على قيد الحياة في ذلك الوقت ‏فهم كما قال أنس: " وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو مائة، . أرأيتم كيف أن أم سليم رضي الله عنها ‏اعتنت بابنها اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل الحرص على أن يحصل على خير الدنيا ‏والآخرة؟ فما أعظمها من أم وأحسنها من مربية رضي الله عنها وأرضاها.‏
فإذا كان هذا بر أم سليم رضي الله عنها بابنها فما تظنون أن يكون بر أنس رضي الله عنه بأمه، وذلك هو ما ‏يفوق الخيال فكان رضي الله عنه همزة وصل بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، ينقل إليها أقواله وأفعاله ‏حتى كأنها تشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرب أم سليم ‏بسبب ذلك، فكانت معدودة من أهله تمشي مع نسائه إلى درجة أنه كان يدخل بيتها في غيابها وينام على ‏فراشها كما سيأتي.‏
وكان لأم سليم رضي الله عنها أبناء آخرون من زوجها أبي طلحة، إنما اخترنا أنسا رضي الله عنه لشهرته ‏بخدمته النبي صلى الله عليه وسلم ولتميزه عن أبنائها الأخرين لأنه من غير زوجها أبي طلحة؟ والأبناء إن ‏كانوا من غير الزوج الحالي عادة ما يلقون إهمالا، فإذا كان هذا حالها مع ابنها الذي هو من غير زوجها ‏الحالي فعنايتها بأبنائها من زوجها الحالي من باب أولى.‏
دليل ذلك ما رواه مسلم بسنده عن أنس رضي الله عه قال: كان لأم سليم- وهي أم أنس- يتيمة فرأى رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال:" أنت هيه (بإسكان الياء والهاء هاء السكت) " لقد كبرت لا كبر سنك ‏فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله أن لا يكبر ‏سني، فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت: قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله-‏صلى الله عليه وسلم فقال لها: "مالك يا أم سليم؟ " فقالت: يا نبي الله دعوت على يتيمتي قال: "وما ذاك يا أم ‏سليم" قالت: زعمت انك دعوت أنه لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ثم قال: " يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما ‏يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عيه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها ‏طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة" .‏
انظر كيف أن أم سليم رضي الله عنها اهتمت بأمر هذه البنت اليتيمة فما أن سمعت قوله صلى الله عليه وسلم ‏فيها حتى كادت أن تفقد وعيها من هول ما أصابها جراء هذه الكلمة شفقة منها على هذه البنت اليتيمة، ‏فتحركت في حينها باحثة عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستكشاف الموقف مع أن هذه اليتيمة كانت في حجر ‏أم سليم، و-لم تكن من أولادها لأنها لم تتزوج بعد زوجها الأول إلا أبا طلحة وقد توفي بعد النبي صلى الله ‏عليه وسلم وبالتالي لا يتصور أن يكون لها يتيمة، وإنما كانت تربيها ابتغاء مرضات الله.‏


الموقف الثالث: أم سليم الأنصارية والتسليم بقضاء الله وقدره
وهذا الموقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها أظهرت فيه قوة وثباتا على تحمل ‏المكاره والاستسلام لقضاء الله وقدره مع الرضا، وهو موقف يتطلب من المرأة المسلمة أن تتدبره لتدرك كيف ‏أن الإسلام يعلو بالمرأة المسلمة - من الحضيض الذي كانت فيه أيام جاهليتها من شق الجيوب، وضرب ‏الخدود، والدعاء بالويل والثبور إذا حلت بها مصيبة من فقد عزيز من ابن أو قريب- إلى أعلى مقامات ‏الصبر والثبات والاحتساب في تحمل المصائب مهما عظمت.‏
وقد مر بنا أن أم سليم رضي الله عنها تزوجت بعد زوجها الأول أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه فولدت ‏له ابنا، وهذا الابن هو أبو عمير الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له، يا أبا عمير ما فعل ‏النغير .‏
‏ وعند ابن حبان " فحملت (منه) فولدت غلاما صبيحا، فكان أبو طلحة يحبه حبا شديدا، فعاش حتى تحرك ‏فمرض، فحزن أبو طلحة عليه حزنا شديدا حتى تضعضع (أي خضع وذل) وأبو طلحة يغدو ويروح على ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم فراح روحة فمات الصبي.‏
وإليك القصة كما عند البخاري قال أنس رضي الله عنه: "اشتكى ابن لأبي طلحة فمات، وأبو طلحة خارج، ‏فلما رأت امرأته أنه مات هيأت شيئا ونحته في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: ‏هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة قال: فبات فلما أصبح اغتسل، فلما أراد ‏أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما ‏كان منهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما " قال سفيان: قال رجل ‏من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .‏
‏ قال ابن حجر: وفي رواية سعيد بن منصور ومسدد وابن سعد والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن ‏مسروق عن عباية بن رفاعة قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة، فذكر القصة شبيهة بسياق ثابت عن أنس ‏رضي الله عنه وقال في آخره: فولدت غلاما، قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم ختم القرآن .‏
وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه " مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا ‏أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما ‏كانت تصنع مثل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما ‏أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟
قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني .‏
هل قرأتم أو سمعتم في التاريخ امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو ‏حزن فضلا عن البكاء والعويل ثم تقوم بخدمة زوجها وتهيء نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث ‏شيء؟ وفوق ذلك كله حاولت أن تخفف عن زوجها من هول صدمة الخبر قبل سماعه بقولها: " يا أبا طلحة ‏لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم، قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب ‏وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني
فجمعت في هذه الألفاظ القليلة بين حسن الاستهلال لما ترمي إليه من وجوب التسليم لقضاء الله وقدره، ‏وبين العزاء له بأسلوب رقيق مقنع ومع ذلك لم يعجب هذا الصنيع زوجها فاشتكاها إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم فأخبره بموت ابنه وما فعلته زوجته البارحة فما أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته ‏حتى قال: "أعرستم الليلة؟ قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما في ليلتهما . فكان ثمرة ذلك الصبر الفريد- من ‏نوعه أن صار سببا لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالبركة فيما حصل منهما في تلك الليلة، فاستجاب ‏الله لهما تلك الدعوة فحملت من ذلك اللقاء فجاءت بابن، وكان لهذا الابن سبع بنين كلهم قرأوا القرآن أي ‏حفظوه كما تقدم، إضافة إلى ما وعد الله الصابرين يوم القيامة من أن يوفيهم أجرهم بغير حساب.‏

الموقف الرابع: أم سليم الأنصارية والفقه في دين الله
إن حرص المرء المسلم على التفقه في الدين والاجتهاد في طلب العلم ثم العمل بما تعلم لفيه دلالة على أن الله ‏أراد به خيرا كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" .‏
وأم سليم رضي الله عنها من نساء الأنصار وهن من أحرص الناس على طلب العلم والتفقه في دين الله قالت ‏عائشة رضي الله عنها:" نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " .‏
وأم سليم الأنصارية مع كونها من نساء الأنصار المعروفات بالحرص على طلب العلم كانت مميزة من بينهن ‏مشهورة بذلك، وساعدها على ذلك قربها من النبي صلى الله عليه وسلم دائما فكان صلى الله عليه وسلم كثير ‏الزيارة لها، قال أنس: " إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على ‏أزواجه، فقيل له؟ فقال: " إني أرحمها قتل أخوها معي ".‏
بل كانت أم سليم معدودة في أهله صلى الله عليه وسلم لكثرة تواجدها مع نسائه في سفره وإقامته قال أنس ‏رضي الله عنه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سليم فقال:"ويحك يا أنجشة ، ‏رويدك سوقا بالقوارير ".‏
إضافة إلى ما سبق فابنها أنس بن مالك رضي الله عنه كان خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل إليها ‏كل ما سمع من أقواله صلى الله عليه وسلم أو شاهد من أفعاله، فصار بيتها بذلك بيت علم وقد ساعد كل ذلك ‏أم سليم رضي الله عنها أن تتصدر في هذا المجال.‏
ومن النماذج الدالة على حرصها في طلب العلم أن أم سليم و رضي الله عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم فقالت يا رسول الله: "إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال ‏النبي- صلى الله عليه وسلم : " إذا رأت الماء " فغطت أم سلمة- تعني وجهها- وقالت يا رسول الله: وتحتلم ‏المرأة؟ قال: " نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها؟ ".‏
وفي رواية عند مسلم قالت عائشة رضي الله عنها:" يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك، فقال النبي صلى ‏الله عليه وسلم لعائشة: " بل أنت تربت يمينك نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك " .‏
وفي رواية عند أبي داود في سننه في الطهارة: " إنما النساء شقائق الرجال ".‏
ولما أرادت أم سليم رضي الله عنها أن تسأل عن هذا الأمر الذي يصعب على المرأة أن تبوح بمثله عند ‏الرجال لا سيما عند النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعطي من المهابة ما لم يعط أحدا من الملوك مع ‏تواضعه مهدت له بقولها: " إن الله لا يستحي من الحق.. إلخ. وبهذا الجد والمثابرة وبذلك القرب من النبي ‏صلى الله عليه وسلم ورثت علما كثيرا عنه لا سيما فيما يتعلق بأمور النساء مما جعلها محل أنظار أهل العلم ‏بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .‏
ففي صحيح البخاري عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس رضي الله عنهما عن امرأة طافت ثم ‏حاضت قال لهم: تنفر، قالوا: لا نأخذ بقولك وندع قول زيد رضي الله عنه قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا، ‏فقدموا المدينة فكان فيمن سألوا أم سليم فذكرت حديث صفية " أي قول النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة ‏عقرى حلقى إنك حابستنا أما كنت طفت يوم النحر؟ قالت: بلى، قال: فلا بأس انفري " .‏
فسؤال ذلك الوفد أم سليم رضي الله عنها عن هذه المسألة التي وقع فيها الخلاف بين الصحابة حين رجوعهم ‏إلى المدينة، وفيها كثير من الصحابة، فيه دلالة على أنها كانت ممن عرفن من النساء بالعلم في المدينة فرحم ‏الله أم سليم رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.‏

**********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

الموقف الخامس: أم سليم الأنصارية وشدة حرصها على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم:‏
والبركة في اللغة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء . والمقصود به هنا " هو طلب البركة من الزيادة في ‏الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه بسبب ذات النبي صلى الله عليه وسلم بشرطين: أن تكون ‏هذه البركة قد ثبتت بسبب شرعي، وأن تكون الكيفية ثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وسلم " .‏
وقد تقدم في الموقف الرابع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورها كثيرا ويدخل بيتها وينام على فراشها ‏في غيابها وكانت حريصة كل الحرص على التبرك به صلى الله عليه وسلم في طعامه وشرابه وعرقه ‏وشعره كيف لا تكون كذلك؟ وقد رأت بعينها معجزاته تظهر في طعامها مرات عديدة كما سيأتي.‏
فعن أنس رضي الله عنه: " أن أم سليم رضي الله عنها كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا (بساط من ‏الجلد) فيقيل عندها على ذلك النطع قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته ‏في قارورة ثم جمعته في سك (أي من طيب مركب) وهو نائم (قال الراوي) فلما حضر أنس بن مالك الوفاة ‏أوصى إلى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك فجعل في حنوطه .‏
وفي رواية عند مسلم قال أنس رضي الله عنه: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندها (أي من ‏القيلولة) فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي ‏تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب ".‏
ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ذلك عن أحد من ‏الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك ‏خاص به صلى الله عليه وسلم.‏
وكانت أم سليم تسعى لأن تشمل هذه البركة كل أفراد أسرتها لعلمها بما يرجع عليها وعلى أسرتها من النفع ‏الكثير من أثر ذلك التبرك ولذا كانت حريصة إذا جاءها مولود أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو أول ‏من يحنكه قال أنس رضي الله عنه:" لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئا ‏حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه، فغدوت به فإذا هو في حائطه، وعليه خميصة حريثية ‏‏(نسبة إلى رجل اسمه حارث) وهو يسم (من الوسم) الظهر الذي قدم عليه الفتح ".‏
فمن شدة حرصها على التبرك به صلى الله عليه وسلم تعجب النبي صلى الله عليه وسلم حتى سألها عن ذلك ‏فقالت: يا رسول الله نرجو بركته فقال النبي صلى الله عليه وسلم مقرا لها على فعلها: "أصبت ".‏
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف حرص أم سليم على ذلك ويقدر.لها ذلك ويمكنها من التبرك به ‏صلى الله عليه وسلم كلما أمكن، ولذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما حلق شعره يوم النحر " أشار ‏بيده إلى الجانب الأيمن هكذا، فقسم شعره بين من يليه، ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه ‏أم سليم ".‏
فهكذا ساوى النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بالناس حين أعطاها وحدها نصف شعر الرأس، وأعطى ‏بقية الناس النصف الآخر، وما ذاك إلا تقدير منه صلى الله عليه وسلم لأم سليم على اعتنائها الشديد بتتبع ‏آثاره، وهو دليل على حبها الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم وقربها منه صلى الله عليه وسلم.‏
‎ ‎
الموقف السادس: أم سليم والجهاد في سبيل الله
‏ ‏
الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام ولن يكون لأهله عز في الدنيا ولا رفعة في الآخرة إلا به، وقد ‏شرعه الله لنشر الإسلام وإعلاء كلمته وإقامة شرعه والقضاء على الفتنة قال تعالى: ((وقاتلوهم حتى لا تكون ‏فتنة ويكون الدين كله لله )) (سورة الأنفال – آية39). ولم يوجب الإسلام على النساء الجهاد في سبيل الله أي ‏المقاتلة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل على النساء جهاد فقال: " عليهن جهاد لا قتال فيه الحج ‏والعمرة، وفي رواية عند البخاري قالت عائشة رضي الله عنها: نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد قال: " ‏لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور ".‏
وهو حكم متفق عليه لدى فقهاء الأمصار جميعا، وذلك لما يحتاج إليه الجهاد من الشدة والغلظة والمصابرة، ‏وهو غير متوفر في النساء لضعف خلقتهن ورقة قلوبهن وقد اقتضت حكمة الله في التشريع وهو الحكيم العليم ‏أن كلف كلا من الصنفين ما يليق بحاله جسما وعقلا وروحا.‏
إذن فخروج النساء مع المجاهدين في سبيل الله لمعنى آخر غير القتال وهو مساعدة الرجال فيما يحتاجون إليه ‏من طبخ الطعام وسقاية المجاهدين ومداواة الجرحى ومناولة السهام قال إبراهيم النخعي: " كان النساء يشهدن ‏مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى" وبمثله قال الزهري.‏
ولم تكن أم سليم تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته إلا في النادر، وكان زوجها أبو طلحة من ‏أقوى الرماة بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انهزم الناس يدافع عنه رضي الله عنه وأرضاه، ‏وقد أدت أم سليم رضي الله عنها في ذلك اليوم العصيب دورا عظيما قال أنس رضي الله عنه " لما كان يوم ‏أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم رضي الله ‏عنهما وإنهما لمشمرتان- أي قدم سوقهن- تنقزان (وقال غيره: تنقلان) القرب على متونهما (أي ظهورهما) ‏ثم تفرغانه في أفواه القوم فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم) .‏
الله كبر لقد ثبتت أم سليم وعائشة- رضي الله عنهما- حين انهزم معظم الرجال تقومان فيه بالإسعافات الأولية ‏للجرحى وتساعدان من بقي من الرجال في المعركة.‏
قال ابن حجر- وهو من المحققين المعروفين بالاستقصاء-" ولم أرى في شيء من ذلك التصريح بأنهن قاتلن ‏وفي هذا رد على الذين يريدون أن يقحموا المرأة في كل الميادين انطلاقا من قاعدة مساواة المرأة بالرجل بلا ‏استثناء فإذا عثروا على مثل هذه النصوص من خروج المرأة مع المجاهدين نادوا بملء أفواههم قائلين: إن ‏في هذا دليلا على أن المرأة تجاهد مع الرجال جنبا إلى جنب إلى غير ذلك من المقولات المغرضة التي ‏يرددها بعض من يسمون بالمفكرين الإسلاميين الذين انهزموا نفسيا وثقافيا أمام وهج الحضارة الغربية، فلا ‏يهدأ لهم بال حتى يجعلوا المرأة المسلمة صورة للمرأة الغربية التي وصلت إلى درجة أحط قدرا من المرأة ‏في الجاهلية بكثير بل نزلت عن درجة البهائم ومع ذلك تجد من ينتسب إلى الإسلام من ينظر إليها نظرة ‏إعجاب، ولقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ‏بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن .‏
ولما كان يوم حنين- وكانت معركتها بعد فتح مكة- وكان عدد المسلمين أكثر بكثير من عدوهم إذ كان العدو ‏من قبيلة هوازن، وكان حال كل من الفريقين ما ذكره الله في كتابه(( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن ‏عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين )) سورة التوبة آية:25.‏
فانهزم الناس وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عدد قليل من أصحابه لا يتجاوز عددهم اثني عشر رجلا، ‏فكانت أم سليم مع من بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الحرج فعند مسلم من حديث أنس ‏رضي الله عنه أن أم سليم رضي عنها اتخذت خنجرا يوم حنين فقالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين ‏بقرت به بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك... " بل إن أم سليم لم تستسغ هذا الموقف، ولم ‏تجد عذرا لبعض من انهزموا عن النبي صلى الله عليه وسلم من مسلمة الفتح فقالت قولتها المشهورة (يا ‏رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله: يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن " .‏
وهكذا سطرت أم سليم في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم صفحات من نور، وضربت في ذلك أروع ‏الأمثلة للمرأة المسلمة في التضحية والإخلاص وستبقى هذه المواقف لأم سليم رضي الله عنها إلى أن يرث ‏الله الأرض ومن عليها.‏


الموقف السابع: أم سليم الأنصارية والوفاء بالعهد:‏
الوفاء بالعهد سمة من سمات الإيمان بالله تبارك وتعالى بل هو من أهم مقتضياته وإن الإخلال به يدخل المرء ‏في شعب النفاق ويعرضه للطعن في عدالته ومن أجل ذلك حذرنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم من الإخلال ‏بالوفاء بالعهد فقال:" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من ‏النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" .‏
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ على النساء بالبيعة في ترك خصال من الكبائر كن ‏يرتكبنها أو بعضهن في الجاهلية فقال جل ثناؤه: ((يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن ‏بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك ‏في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم )) سورة الممتحنة:آية12 .‏
وإنما نهاهن الله تعالى عن تلك الأمور لما فيها من مخالفة ما التزمن به من الإسلام الذي يحرم على المرأة ا ‏المسلمة ارتكاب أية واحدة منهن وإن اختلفت جهتها وتعددت أسبابها.‏
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على النساء بالبيعة في مناسبات متعددة وكانت البيعة تقع أحيانا على ‏أمور غير المذكورات في الآية لأهميتها أيضا وكثرة وقوعها من النساء.‏
قالت أم عطية رضي الله عنها:" أخذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا ‏امرأة غير خمس نسوة- أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سيرة امرأة معاذ وامرأتين أو ابنة أبي سيرة وامرأة ‏معاذ وامرأة أخرى .‏
قال ابن حجر نقلا عن القاضي عياض: " معنى الحديث لم يف ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم مع أم ‏عطية في الوقت الذي بايعت فيه إلا المذكورات لا أنه لم يترك النياحة من المسلمات غير خمسة ))‏
‏ ومهما يكن الأمر فإن أم سليم رضي الله عنها جاءت في الصدارة فيمن وفى من النساء بما أخذ عليهن في ‏تلك البيعة من عدم النياحة على الميت بل كيف يعقل أن تنوح أم سليم على ميت، وهي التي حينما مات ابنها ‏جهزته ووضعته في جانب من البيت ثم تزينت لزوجها حتى واقعها ولم يظهر منها أي جزع فضلا عن البكاء ‏كما تقدم في الموقف الثالث؟.‏
وهكذا صارت أم سليم نموذجا رائعا ومثلا حيا لكل المؤمنين والمؤمنات في هذا الموقف وغيره من المواقف ‏السابقة.‏

الموقف الثامن: كرم أم سليم الأنصارية وحسن ضيافتها وظهور معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في ‏طعامها:‏
إن الجود من مكارم الأخلاق وقد جاءت الشريعة بالحث عليه وهو أيضا من التكافل الاجتماعي الذي لا يمكن ‏لأي مجتمع أن ينهض ويسود الوئام بين أفراده إلا به، والصدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم برهان أي ‏علامة دالة على إيمان صاحبه لأنه (أي الأيمان) هو الباعث الحقيقي على البذل في وجوه الخير لما يرجو ‏صاحبه من ثواب الله له على ذلك في يوم هو أحوج ما يكون إليه ولثقته بوعد الله بأن يخلف له خيرا مما ‏أنفقه قال تعالى: (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ))سورة سبأ الآية 39.‏
كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد ‏وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما أنزلت هذه الاية (لن ‏تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة رضي الله عنه- وهو زوج أم سليم الأنصارية- إلى رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تعالى يقول (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) ‏وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ‏قال: فقال رسول الله: بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين ‏فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه .‏
وأما أم سليم الأنصارية رضي الله عنها فكانت من أسرع الناس إلى البذل في وجوه الخير بما تجود به ‏نفسها، ومواقفها في ذلك كثيرة لا تكاد تحصى.‏
ولكن من أبرز تلك المواقف وأعجبها ما كان في طعامها من ظهور معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم - ‏بأبي هو وأمي- قال أنس رضي الله عنه، قال أبو طلحة لأم سليم رضي الله عنها: لقد سمعت صوت رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟
قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها، فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ‏ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله قال: فذهبت به فوجدت رسول الله في المسجد، ومعه الناس فقمت عليهم، ‏فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس أرسلك أبو طلحة؟ قال: فقلت نعم فقال: الطعام؟ فقلت: نعم فقال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا قال: فانطلق، وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة ‏فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا ما- يطعمهم فقالت: الله ورسوله ‏أعلم ، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقى رسول الله فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا فقال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ففت ‏وعصرت عليه أم سليم عكة لها فأدمته، ثم قال فيه رسول الله ما شاء أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن ‏لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم ‏قال: ائذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم حتى شبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا " . ‏
فهذا الفضل وإن شاركها فيه زوجها أبو طلحة صاحب الفكرة وهو أبو الأسرة إلا أن لأم سليم الأنصارية ‏الفضل أيضا في إظهار ما عندها من الطعام ولو كان يسيرا، فلو أنها قالت لزوجها حين سألها عما عندها ‏ليس عندي شيء وتعني بذلك ما يصلح لأن يكون طعاما للنبي صلى الله عليه وسلم لكانت صادقة ولكن ‏رغبتها الشديدة فيما عند الله وإيثارها النبي صلى الله عليه وسلم على نفسها وعيالها جعلها تخرج ما كان في ‏بيتها من طعام وإن قل قدره وضعفت نوعيته ولذا كافأها الله بسبب إخلاصها في حبها للنبي صلى الله عليه ‏وسلم وحسن نيتها بأن بارك الله في ذلك الطعام القليل ببركة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أكل منه العدد ‏الكثير.‏
وقد تكررت هذه المواقف النبيلة من أم سليم دون مشاركة زوج أو ابن مع ظهور معجزة النبي صلى الله عليه ‏وسلم في كل مرة، فقد روى البخاري من حديث أنس بن مالك قال الراوي: مر بنا (أي أنس) في مسجد بني ‏رفاعة فسمعته يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بجنيات أم سليم دخل عليها، فسلم عليها، ثم قال: ‏كان النبي صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب فقالت أم سليم: لو أهدينا لرسول الله صلى الله غليه وسلم هدية ‏فقلت لها: افعلي فعمدت إلى تمر وسمن وأقط فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها معي إليه فانطلقت بها إليه ‏فقال لي: ضعها ثم أمرني فقال: ادع لي رجالا سماهم، وادع لي من لقيت قال: ففعلت الذي أمرني فرجعت ‏فإذا البيت غاص بأهله فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على تلك الحيسة، وتكلم بها ما شاء الله، ‏ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه يقول لهم: اذكروا اسم الله، وليأكل كل رجل مما يليه ثم تصدعوا ‏‏(تفرقوا) كلهم عنها .‏


وفي رواية لمسلم " تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله فصنعت أم سليم حيسا فجعلته في تور ‏فقالت: " يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرأ عليك ‏السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله، قال: فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: ‏إن أمي تقرأ عليك السلام فذكر الحديث إلى أن قال: فدعوت من سمى ومن لقيت قال: قلت لأنس كم كانوا؟ ‏قال: زهاء (أي قدر) ثلاثمائة وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس هات التور قال: فدخلوا حتى ‏امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليتحلق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما ‏يليه قال: فأكلوا حتى شبعوا قال: فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم فقال لي: يا أنس ارفع قال: ‏فرفعت فما أدري حين وضعت كان اكثر أم حين رفعت .‏
وهكذا حازت أم سليم على هذا الشرف العظيم والفضل الجسيم بظهور معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ‏مرارا في طعامها وحلول بركة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وكم كانت فرحتها حين يكون طعامها القليل ‏الذي يسعه التور يشبع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم ثلاثمائة وفيهم- من أضناهم الجوع ولم يكن ‏يجد ما يسد به جوعته في غالب أيامه.‏
فأم سليم رضي الله عنها دفعت في هذا قليلا من الطعام وأجرت عليه كثيرا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ‏مع رؤية الجميع لهذه المعجزة النبوية في طعامها التي ازدادوا بها إيمانا على صدق نبوته صلى الله عليه ‏وسلم فرضي الله عن أم سليم فقد كانت سباقة إلى كل خير حريصة على اغتنام الفرصة وإيصاله في الوقت ‏المناسب.‏

أم سليم الأنصارية وبشارتها بالجنة:‏
كان عاقبة ذلك النضال وتلك التضحيات من أم سليم الأنصارية محمودة وقد تقبل الله منها تلك المواقف قبولا ‏حسنا فسعدت به دنيا وأخرى فهي ممن يقال لها يوم القيامة إن شاء الله تعالى ((كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم ‏في الأيام الخالية)).‏
وغاية ما يتمنى المرء في هذه الدنيا أن يبشر بالجنة ونعيمها، وهو على قيد الحياة من قبل من لا ينطق عن ‏الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فتلك سعادة لا تدانيها أية سعادة، وقد أعطى الله أم سليم رضي الله عنها هذا ‏الفضل العظيم بمنه وكرمه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.‏
فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏‏(رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: بلال، ورأيت ‏قصرا بفنائه جارية فقلت لمن؟ فقال: لعمر فأردت أن أدخله، فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي ‏يا رسول الله: أعليك أغار".‏
وإنما قلت في حال حياتها لأنها توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم في حدود الأربعين من الهجرة كما ‏سيأتي.‏
وفي رواية لمسلم " فسمعت خشفة فقلت: من هذه؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك) .‏
وهكذا صارت أم سليم في مستقر رحمة الله في جنة عرضها السموات والأرض بجوار النبيين والصديقين ‏والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.‏
فيا لها من سعادة أبدية فهنيئا لأم سليم رضي الله عنها بهذا الفضل العظيم وهنيئا لها ببشارة النبي صلى الله ‏عليه وسلم- لها بالجنة.‏
تلك هي أم سليم الأنصارية وما تركته لنا من مواقف هي في الحقيقة بطولات في ميادين المنافسة بضروب ‏من الطاعات ومشاهد من التضحيات مع ثبات على المبدأ في السراء والضراء والأخذ بالعزيمة على النفس ‏في المنشط والمكره وهذه المواقف عدة للصابرين وزاد يتزود بها السالك في درب الخير.‏

وفاة أم سليم الأنصارية:‏
توفيت في حدود الأربعين في خلافة معاوية فرضي الله عن أم سليم وأرضاها.‏

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم عطية الأنصارية ‏


‎- ‎أم عطية الأنصارية، واحدة من فاضلات نساء الصحابة، وواحدة ممن أثرين تاريخ النساء‎ ‎بأعمال طيبة في ‏الجهاد والفقه ورواية الحديث‎.



‎- ‎اسمها: نسيبة بنت‎ ‎الحارث الأنصارية، من كبار نساء الصحابة‎.

‎- ‎أسلمت مع السابقات من نساء‎ ‎الأنصار، وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف كانت رضي الله عنها ‏تسير في ركب الجيش‎ ‎الغازي ، تروي ظمأ المجاهدين ، وتأسو جراحهم ، وترقأ دمهم ، وتعد طعامهم‎.

‎- ‎عن أم عطية رضي الله عنها قالت: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم‎ ‎في رحالهم، ‏فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى‎.

‎- ‎وفي غزوة‎ ‎خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله‎ ‎عليه ‏وسلم يبتغين أجر الجهاد‎.

‎- ‎وأم عطية هي التي غسلت زينب بنت النبي صلى‎ ‎الله عليه وسلم ، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت : لما ‏ماتت زينب بنت رسول الله‎ ‎صلى الله عليه قال : (اغسلنها وتراً ، ثلاثاً أو خمساً ، واجعلن في الآخرة كافوراً‎ ‎أو شيئاً من كافور ، فإذا غسلتنها فأعلمنني) فلما غسلناها أعطانا حقوه ، فقال‎ : (‎أشعرنها إياه‎).

‎- ‎وقد كانت أم عطية تغسل من مات من النساء في عهد رسول الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم؛ طلباً للمثوبة والأجر ‏من الله تعالى‎.

‎- ‎وقد كانت أم‎ ‎عطية رضي الله عنها فقيهة حافظة، لها أربعون حديثاً، منها في الصحيحين ستة، وانفرد‎ ‎البخاري بحديث، ومسلم بحديث‎.

‎- ‎وقد أخرج أحاديثها أصحاب السنن الأربع، وروى‎ ‎عنها أنس بن مالك رضي الله عنه من الصحابة، وروى ‏عنها من التابعين محمد بن سيرين،‎ ‎وأخته حفصة بنت سيرين، وأم شراحيل، وعلي بن الأقمر، وعبد الملك بن ‏عمير ، وإسماعيل‎ ‎بن عبد الرحمن‎.

‎- ‎وحديثها في غسل آنية رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور‎ ‎في الصحيح، كما ذكر ذلك ابن حجر في ‏الإصابة. وكان جماعة من التابعين يأخذون ذلك‏‎ ‎الحكم‎.

‎- ‎وهي القائلة : (نهينا عن اتباع الجنازة ، ولم يعزم‎ ‎علينا‎).

‎- ‎وقد انتقلت أم عطية رضي الله عنها في آخر عمرها إلى البصرة ،‎ ‎واستفاد الناس من علمها وفقهها، فكان ‏جماعة من الصحابة والتابعين يأخذون عنها غسل‎ ‎الميت‎.

‎- ‎وعاشت إلى حدود سنة سبعين ، رضي الله عنها وأرضاها‏‎.

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم عمارة نسيبة بنت كعب ‏


‎- ‎نسيبة بنت كعب بن عمرو ، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية‎ ‎النجارية المازنية المدنية‎.

‎- ‎كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من‎ ‎البدريين ، وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين‎.

‎- ‎شهدت أم عمارة ليلة‎ ‎العقبة ، وشهدت أحداً ، والحديبية ، وحنين ،‎

‎- ‎وكان ضمرة بن سعيد المازني‎ ‎يُحدث عن جَدته وكانت قد شهدت أُحداُ ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم‎ ‎يقول : (( لمقام نَسِيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مُقام فلان وفُلان‎ )).

‎- ‎وكانت تراها تقاتل أشد ما يكون القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها ، حتى جرحت‏‎ ‎ثلاثة عشر جُرحاً ‏، ( وكانت تقول ) : إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها‎ ‎وكان أعظم جراحها ، فداوته سنة . ‏ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى‎ ‎حمراء الأسد . فشدت عليها ثيابها ، فما استطاعت من ‏نزف الدم ، رضي الله‎ ‎عنهاورحمها‎.

‎- ‎عن عُمارة بن غزية قال : قالت أم عمارة : رأيتني ، و انكشف‎ ‎الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏فما بقي إلا نُفير ما يُتمون عشرة ، و أنا و‎ ‎ابناي و زوجي بين يديه نذب عنه ، و الناس يمرون به منهزمين ، ‏و رآني ولا ترس معي ،‎ ‎فرأىرجلاً مولياً ومعه ترس ، فقال :ألق تُرسك إلى من يقاتل ، فألقاه فأخذته . ‏فجعلت‎ ‎أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ،‎ ‎لو كانوا ‏رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله ، فيُقبل رجل على فرسه فيضربني ، وترست‎ ‎له فلم يصنع شيئاً ، فأضرب ‏عُرقوب فرسه فوقع على ظهره . فجعل النبي صلى الله عليه‎ ‎وسلم يصيح : يا ابن أم عمارة ، أُمك ! أُمك‎!
قالت : فعاونني عليه حتى أوردته‎ ‎شعوب‎ )).

‎- ‎وعن محمد بن يحي بن حبان ، قال : جُرحت أُم عمارة بأحد اثنى عشر‎ ‎جُرحاً فقدمت المدينة وبها الجراحة ‏، فلقد رُئي أبو بكر رضي الله عنه ، وهو خليفة ،‎ ‎يأتيها يسألُ عنها‎ .

‎- ‎و ابنها حبيب بن زيد بن عاصم، هو الذي قَطعه مُسيلمة‎ .

‎- ‎و ابنُها الآخر عبدُ الله بن زيد المازني ،الذي حكى وضوءَ رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم ، قُتل يوم الحرة ‏،وهو الذي قتل مُسيلمة الكذاب بسيفه . شهد أُحداً‎.



المصدر : نزهة الفضلاء 1/146‏‎
__________________

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم كلثوم بنت عقبة ‏


هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ( أبان) بن ذكوان بن أمية بن عبد ‏سمش بن عبد مناف بن قصي، الأموي .‏
‏ ‏
إسلامها وهجرتها:‏
أسلمت في مكة، وبايعت . ولم يتهيأ لها هجرة إلى سنة سبع للهجرة. ‏وكان خروجها زمن صلح الحديبية، وكان من الأمور الصعبة على أم كلثوم كفتاة ‏وحيدة الخروج وحدها لتقطع الطريق إلى المدينة دون حماية .ورغم المخاطر ‏خرجت أم كلثوم من مكة وحدها. وفي الطريق قام بحراستها أحد المؤمنين من ‏قبيلة خزاعة، وصحيح أن الخروج مع شخص غريب حرام ولكن في حالة أم ‏كلثوم كان يجب عليها أن تهاجر بأي طريقة؛ لكي لا تفتن في دينها، وفي ذلك ‏الوقت لم تنزل بعد آيات التحريم والحجاب. وعندما بلغت المدينة المنورة ظنت ‏أنها بوصولها هدفها قد بلغت بر الأمان، ولم تكن تعلم أن أخويها : الوليد وعمار ‏قد انطلقا من مكة خلفها ، فلم يمض يوم على استقرارها في المدينة إلا ووصل ‏الشقيقان إلى المدينة وتقدما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقولا له "أوف ‏لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه"، فوقفت أم كلثوم بجرأة لتقول: " يا رسول الله أنا ‏امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت ، أفتردني إلى الكفار يفتنونني في ‏ديني ولا صبر لي"‏ ‎[1]‎‏ فأنزل الله تعالى فيها وفي النساء من مثل حالتها، ‏سورة الممتحنة، ونزل فيها قوله تعالى Egypt.Com - منتديات مصر إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ‏فامتحنوهن) الممتحنة:11،10 ‏
فكان يقول لهن محلفا: (الله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام ! ‏ما خرجتن لزوج ولا مال ؟). فإذا قلن ذلك، لم يرجعهن إلى الكفار. وعندما قالت ‏أم كلثوم هذا، التفت الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الوليد وعمارة قائلا:" قد ‏أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتاه"، فانصرفا.وذكر ابن إسحاق أن أخويها ‏رحلا بعد رفض النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يردها إليهما. ‏
‏ ‏
حياتها في المدينة وزواجها:‏
في المدينة تزوجت أم كلثوم من أربعة صحابة، وهم من أعظم الصحابة. ‏فتزوجت حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة الذي قتل يوم ‏مؤتة ، وبعد استشهاده تزوجت - رضي الله عنها- من الزبير بن العوام، وولدت ‏زينب ثم طلقها، فتزوجت مرةً أخرى من أغنى الصحابة عبد الرحمن بن عوف ‏فولدت له إبراهيم وحميداً وإسماعيل، وعندما توفي عنها، تزوجها عمرو بن ‏العاص وهو أحد المبشرين بالجنة ، وقد توفيت بعد شهر من زواجه.وقد جاء ‏أجلها(رضي الله عنها) في خلافة علي (كرم الله وجه).‏
دورها في رواية الحديث النبوي:‏
روت هذه الصحابية الجليلة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) عشرة ‏أحاديث في مسند بقي بن مخلد، ولها أيضاً في "الصحيحين" حديث واحد. وهو ‏حديث حالات الكذب ، وسنده ومتنه التالي : ‏
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن بن ‏شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها ‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ‏فينمي خيرا أو يقول خيرا (رواه البخاري) ‏ ‎[2]‎
وعنها رضي الله عنها ، " ولم أسمعه – أي رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم –‏‎ ‎يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث الحرب والإصلاح ‏بين الناس ، وحديث‎ ‎الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها] رواه أحمد ومسلم.‏

‏ ‏
و‏حدثنا ‏ ‏عمرو الناقد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم بن سعد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏‏صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏‏مثله غير أن في حديث ‏ ‏صالح ‏ ‏وقالت ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول ‏(‏ ‏الناس )‏ إلا في ثلاث بمثل ما جعله ‏ ‏يونس ‏ ‏من قول ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏و حدثناه ‏ ‏‏عمرو الناقد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن إبراهيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏بهذا ‏الإسناد ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏ونمى خيرا ولم يذكر ما بعده ‎[3]‎
حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان قال: حدثني عبد العزيز بن عمران عن ‏مجمع بن يعقوب الأنصاري، عن الحسن بن السالب بن أبي لبابة، عن عبد الله ‏بن أبي أحمر قال: قالت أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط: أنزل فيّ آيات من ‏القرآن، كنت أول من هاجر في الهدنة حين صالح رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله وسلم) قريشاً على أنه من جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغير ‏إذن وليه رده إليه، ومن جاء قريشاً ممن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ‏وسلم) لم يردوه إليه، قالت: فلما قدمت المدينة قدم عليّ أخي الوليد بن عقبة، ‏قالت: ففسخ الله العقد الذي بينه وبين المشركين في شأني، فأنزل الله‎:‎‏”‏‎ ‎يا أيها ‏الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن " إلى قوله: [ ولا جناح ‏عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجوره‎).‎قالت: ثم أنكحني رسول الله (صلى الله ‏عليه وآله وسلم) زيد بن حارثة، وكان أول من نكحني فقلت: يا رسول الله، ‏زوجت بنت عمك مولاك؟ فأنزل الله: [ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ‏ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ] قالت: فسلمت لقضاء رسول الله -‏صلى الله عليه وآله وسلم‎).‎ثم قتل عني فأرسل إلى الزبير بن العوام أبي بن خالد ‏فاحبسني على نفسه. فقلت نعم، فأنزل الله: [ ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من ‏خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن ‏سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله]. ‏قالت: ثم حللت فتزوجت الزبير، وكان ضراباً للنساء، فوقع بيني وبينه بعض ما ‏يقع بين المرء وزوجه فضربني وخرج عني وأنا حامل في سبعة أشهر، فقلت: ‏اللهم فرق بيني وبينه، ففارقني فضربني المخاض فولدت زينب بنت الزبير، ‏فرجع وقد حللت فتزوجت عبد الرحمن بن عوف، فولدت عنده إبراهيم ومحمداً ‏وحميداً بني عبد الرحمن بن عوف، وعن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه: ‏أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تحت الزبير بن العوام، وكانت له كارهة، وكان ‏شديداً على النساء، فكانت تسأله الطلاق فيأبى، فضربها المخاض وهو لا يعلم، ‏فألحت عليه يوماً وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة، ثم خرج إلى الصلاة ‏فوضعت، فأتبعه إنسان من أهله وقال: إنها وضعت، قال: خدعتني خدعها الله، ‏فأتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فذكر ذلك له، فقال: سبق فيها كتاب الله، ‏أخطبها قال: لا، لا ترجع إلي ذكر اللعان ‎[4]‎
وروى عنها ابناها : حميد ، وإبراهيم، وبسرة بنت صفوان.وروى لها ‏الجماعة ، سوى ابن ماجة. وساق أخبارها ابن سعيد وغيره. رحم الله هذه ‏الصحابية الجليلة .‏
‏ ‏
المصادر: ‏
الأمام شمس الدين محمد الذهبي ، سير أعلام النبلاء.‏

*********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم معبد الخزاغية

‏ ‏
‏-‏ أم معبد الخزاعية، صحابية جليلة، لم تكن من النساء ذوات الشهرة في الجاهلية، بل‎ ‎كانت ‏امرأة بدوية لا تتعدى شهرتها خيمتها أو أهلها، وقد هبطت عليها البركة عند نزول‎ ‎النبي ‏صلى الله عليه وسلم ضيفاً عليها عند هجرته إلى المدينة حتى غدت بذلك إحدى‎ ‎شهيرات ‏النساء في الإسلام‎.


‎- ‎اسمها عاتكة بنت خالد بن منقذ أخت حبيش بن‎ ‎خالد الخز اعي الكعبي الصحابي، وهو ‏صاحب حديث أم معبد الخزاعية رضي الله عنها،‎ ‎وإليك قصة أم معبد الخزاعية رضي الله ‏عنها، كما هي في الطبقات الكبرى لابن‎ ‎سعد‎:

عن أبي معبد الخز اعي رضي الله عنه أن رسول صلى الله وسلم لما هاجر من‎ ‎مكة إلى ‏المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد الله بن‏‎ ‎أريقط الليثي، فمروا ‏بخيمتي أم معبد الخزاعية، كانت امرأة جلدة، برزة، تحتبي وتقعد‎ ‎بفناء الخيمة، ثم تسقي ‏وتطعم، فسألوها تمراًَ أو لحماً يشترون، فلم يصيبوا عندها‎ ‎شيئاً من ذلك، وإذا القوم مرملون ‏مسنتون، فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم‎ ‎القرى، فنظر رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذه‎ ‎الشاة يا أم معبد ؟ قالت: هذه شاة خلفها الجهد ‏عن الغنم، فقال: هل بها من لبن ؟‎ ‎قالت: هي أجهد من ذلك، قال: أتأذنين لي أن أحلبها ؟ ‏قالت: نعم، بأبي أنت وأمي، إن‎ ‎رأيت بها حلباً ! فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة ‏فمسح ضرعها، وذكر اسم‎ ‎الله، وقال: اللهم بارك لها في شاتها. قال: فتفاجت ودرت ‏واجترت، فدعا بإناء لها‎ ‎يربض الرهط، فحلب فيه ثجاً حتى علبه الثمال فسقاها، فشربت حتى ‏رويت، وسقى أصحابه‎ ‎حتى رووا وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرهم، فشربوا ‏جميعاً عللاً بعد نهل‎ ‎حتى أراضوا، ثم حلب فيه ثانياً عوداً على بدء، فغادره عندها ثم ارتحلوا‎ ‎عنها‎.

فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً حيلاً عجافاً هزلى ما‎ ‎تساوق ، مخهن قليل لا ‏نقي بهن ، فلما رأى اللبن عجب ، وقال : من أين لكم هذا والشاة‎ ‎عازبة ، ولا حلوبة في ‏البيت ؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من‎ ‎حديثه كيت وكيت. قال: والله إني ‏لأراه صاحب قريش الذي يطلب، صفيه لي يا أم معبد ،‎ ‎قالت : رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، ‏متبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثلجة ، ولم‎ ‎تزر به صلعة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ‏، وفي أشفاره وطف ، وفي صوته صحل ، أحور‎ ‎أكحل أزج أقرن ، شديد سواد الشعر ، في ‏عنقه سطع ، وفي لحيته كثافة ، إذا صمت فعليه‎ ‎الوقار ، إذا تكلم سما وعلاه البهاء ، وكأن ‏منطقه خزرات نظم يتحدرن ، حلو المنطق ،‎ ‎فصل ، لا نزر ولا هزر ، أجهر الناس وأجمله ‏من بعيد ، وأحلاه وأحسنه من قريب ، ربعة‎ ‎لا تشنؤه من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر ‏، غصن بني غصنين ، فهو أنضر الثلاثة‎ ‎منظراً ، وأحسنهم قدراًَ ، له رفقاء يحفون به ، إذا ‏قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر‎ ‎تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابث ولا منفد. قال: ‏هذا والله صاحب قريش الذي‎ ‎ذكر لنا من أمره ما ذكر، ولو كنت وافقته يا أم معبد لا لتمست ‏أن أصحبه، لأفعلن أن‎ ‎وجدت إلى ذلك سبيلاً، وأصبح صوت بمكة عالياً بين السماء والأرض ‏يسمعونه ولا يرون من‎ ‎يقول، وهو يقول‎:
جزى الله رب الناس خير جزائه.................... رفيقين حلا‎ ‎خيمتي أم معبد‎
هما نزلا بالبر وارتحلا به...................... فأفلح من أمسى‎ ‎رفيق محمد‎
فيا لقصي ما زوى الله عنكم.................... به من الأفعال لا‎ ‎يجازى وسودد‎
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها................فإنكم إن تسألوا الشاة‎ ‎تشهد‎
دعاها بشاة حائل فتحلبت........................له بصريح ضرة الشاة مزبد‎
فغادره رهناً لديها لحالب .......................تدر بها في مصدر ثم‎ ‎مورد‎

وما أجمل ما سطره أحمد محرم في ديوانه (مجد الإسلام) حين قال يصف هذا‎ ‎الحدث اللطيف ‏في خيمة أم معبد‎ :
ما حديث لأم معبد‎ ‎تستسقيه........................ظمأى النفوس عذباً نميراً‎
سائل الشاة كيف درت‎ ‎وكانت.....................كزة الضرع لا ترجي الدرورا‎
بركات السمح المؤمل‎ ‎يقري.......................أمم الأرض زائراً أو مزوراً‎
مظهر الحق للنبوة‎ ‎سبحا..........................نك رباً فرد الجلال قديراً‏‎

‎- ‎ولقد لا مست‎ ‎نسمات الإيمان قلب أم معبد منذ اللحظات الأولى التي سمعت وشاهدت فيها ‏النبي صلى‎ ‎الله عليه وسلم بدليل أنها حين مر بها فتيان قريش وسألوها عن رسول الله صلى ‏الله‎ ‎عليه وسلم وكانوا يلاحقونه أشفقت عليه منهم ، فتعاجمت عليهم ، وقالت لهم : إنكم‎ ‎تسألون عن شيء ما سمعت به قبل عامي هذا‎.‎‏ ‏

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم هانئ بنت أبى طالب


‎- ‎السيدة الفاضلة : أم هانئ بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي‎ ‎طالب ، الهاشمية ، المكية ، أخت علي ‏وجعفر‎ .

‎- ‎كانت تحت هبيرة بن عمرو بن‎ ‎عائذ المخزومي ، فهرب يوم الفتح إلى نجران‎ .


‎- ‎أولادها : عمرو بن هبيرة‎ ‎، وجعدة ، وهانئاً ، ويوسف‎ .

‎- ‎عاشت إلى بعد سنة خمسين‎ .

‎- ‎عن أبي‎ ‎النضر مولى عمر بن عبد الله : أن أبا مرة مولى أم هانئ أخبره : أنه سـمع أم هانئ‎ ‎تقول : ‏ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فوجدته يغتسل وفاطمة‎ ‎تستره بثوب ، فسـلمت ، ‏فقال Egypt.Com - منتديات مصر من هـذه ؟ ) ، قـلت : أنا أم هانئ بنت أبي طـالب ،‎ ‎فـقال : مرحبـاً بأم هانئ ، فلما فـرغ من ‏غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفاً بثـوب ،‎ ‎فقلت : يارسول الله ، زعم ابن أمي – تعني علياً – أنه قاتل ‏رجـلاً قد أجـرته : فلان‎ ‎ابن هبيرة ، فقال : ( قد أجرنا من أجرت ياأم هانئ ) ، وذلك ضحى‎ .

‎- ‎وقيلل‎: ‎إن أم هانئ لما بانت عن هبيرة بإسلامها خطبها رسـول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‎ : ‎إني امرأة ‏مصبية [ ذات صبيان ] ، فسكت عنها‎ .




نزهة الفضلاء‎ 1/ 154 ‎

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أم ورقة بنت عبد الله الأنصارية ‏


اسمها وكنيتها:‏
هي أم ورقة بنت عبد لله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية. وقيل: ‏أم ورقه بنت نوفل،وهي مشهورة بكنيتها. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ‏يزورها ويسميها الشهيدة.‏

فضلـــــها: ‏
أم ورقه الأنصارية واحدة من الأنصاريات اللائي سطرن أروع الصفحات في ‏تاريخ الإسلام ، وقد أسلمت مع السابقات .1 وكانت من فضليات نساء عصرها، ‏ومن كرائم نساء المسلمين ‏ ‎[1]‎‏. نشأت على حب كتاب الله تعالى وراحت تقرأ ‏آياته أناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى العابدات الفاضلات. فجمعت ‏القرآن، وكانت تتدبر معانيه، وتتقن فهمه وحفظه، كما كانت قارئه مجيدة للقرآن ، ‏واشتهرت بكثرة الصلاة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر أم ورقة ‏ويعرف مكانتها ويكبر حفظها وإتقانها ، ويأمر بأداء الصلاة في بيتها.‏
‏ ‏
مشاركتها في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما عن حبها رضي الله عنها للجهاد والشهادة في سبيل الله فهاهي تحدثنا عن ‏ذلك فتقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قلت له : ائذن لي في الغزو ‏معك ، وأمراض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة . قال : قري في بيتك فان ‏الله تعالى يرزقك الشهادة. 2 وعادت الصحابية العابدة أم ورقة إلى بيتها سامعه ‏مطيعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم لان طاعته واجبة .‏
‏ ‏
وغدت أم ورقة رضي الله عنها تعرف بهذا الاسم المعطار "الشهيدة " بسبب ‏قوله صلى الله عليه وسلم : " قري في بيتك فان الشهادة " ولما ذكره ابن الأثير في ‏أسد الغابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من ‏أصحاب له قائلا " انطلقوا بنا نزور الشهيدة " . ‏
وظلت الصحابية الجليلة أم ورقة رضي الله عنها تحافظ على شعائر الله تعالى ‏طوال حياة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، وكانت تنتظر ما بشرها الرسول، ‏صلى الله عليه وسلم. وانتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ‏وهو راض عن أم ورقة ، ثم جاء عهد أبي بكر، رضي الله عنه، فتابعت حياه ‏العبادة والتقوى على الصورة التي كانت عليها من قبل. ‏
‏ ‏
تحقق بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لها بالشهادة :‏
‏ ‏
لقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة. عندما طلبت من رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم أن تشترك في الجهاد وتداوي جراح وأمراض المرضى . فقال ‏لها رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشرا :" إن الله يهديك الشهادة وقري في بيتك ‏فانك شهيدة ".‏
‏ ‏
وفاتها و(استشهادها) رضي الله عنها: ‏
في عهد عمر كان رضي الله عنه بتفقدها ويزورها اقتداء بنيه صلى الله عليه ‏وسلم. وقد كانت أم ورقة تملك غلاما وجارية ، كانت قد وعدتهما بالعتق بعد ‏موتهما ، فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليله قاما إليها فغمياها ‏وقتلاها ، وهربا فلما أصبح عمر رضي الله عنه قال: والله ما سمعت قراءة خالتي ‏أم ورقة البارحة فدخل الدار فلم ير شيئا ، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة ‏في جانب البيت فقال: صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر، وقال: علي ‏بهما ، فأتى بهما فكانا أول مصلوبين في المدينة . 3 فرحم الله تعالى الصحابية ‏الأنصارية والشهيدة العابدة أم ورقة ورضي الله عنها وأرضاها . ‏

الأحاديث التي رويت عنها:‏
قول عمر : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يقول : انطلقوا بنا ‏نزور الشهيدة وري عنها .4 روى حديثها الوليد بن عبد لله بن جميع عن جده وقيل ‏‏: عن أمها أم ورقة وقيل: عن الوليد عن جدته ليلى بنت مالك عن أبيها عن أم ‏ورقه وقيل: عن الوليد عن جده عن أم ورقه ليس بينهما أحد والوليد عن عبد ‏الرحمن من خلاء عن أم ورقه وقيل عن عبد الرحمن بن خلاء عن أبيه عن أم ‏ورقه قالت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغزو معه يوم بدر قلت ‏هذا الذي حكاه هنا موافق لما في الأصول وهو يناقض قوله في حرف الجيم أن ‏الوليد بن عبد لله بن جميع رواه عن جده عن أم ورقة وقد نسبت في راوية أخرى ‏إلى جد أبيها فقال: عن أم ورقة بنت نوفل .‏
أم ورقة الأنصارية واحدة من‎ ‎نساء الأنصار اللائي سطرن أروع الصفحات ‏في تاريخ الإسلام ، وقد أسلمت مع السابقات ،‎ ‎وبايعت رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم وروت عنه . كانت من فواضل نساء عصرها ، ومن‎ ‎كرائم نساء المسلمين ‏‏.نشأت على حب كتاب الله تعالى وراحت تقرأ آياته آناء الليل‎ ‎وأطراف النهار حتى ‏غدت إحدى العابدات الفاضلات . فجمعت القرآن ، وكانت تتدبر‎ ‎معانيه ، وتتقن ‏فهمه وحفظه ، كما كانت قارئة مجيدة للقرآن ، واشتهرت بكثرة الصلاة‎ ‎حسن ‏العبادة . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر ام ورقة ويعرف مكانتها‎ ‎ويكبر ‏حفظها وإتقانها ، وكان يأمر بأداء الصلاة في بيتها . وأما عن حبها رضي‎ ‎الله عنها ‏للجهاد والشهادة في سبيل الله فهاهي تحدثنا عن ذلك فتقول : إن النبي صلى‎ ‎الله ‏عليه وسلم لما غزا بدراً قلت له : يا رسول الله ، ائذن لي في الغزو معك ، أمرض‎ ‎مرضاكم لعل الله أأن يرزقني الشهادة . قال : " قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك‎ ‎الشهادة " . وعادت الصحابية العابدة أم ورقة إلى بيتها سامعة مطيعة أمر النبي‎ ‎صلى الله عليه وسلم لآن طاعته واجبة . وغدت أم ورقة رضي الله عنها تعرف ‏بهذا‎ ‎الاسم المعطار " الشهيدة " بسبب قوله صلى الله عليه وسلم : " قري في بيتك ‏فإن الله‎ ‎تعالى يرزقك الشهادة " ، ولما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة أن النبي صلى ‏الله‎ ‎عليه وسلم كان إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه الكرام ، وقال ‏لهم "‏‎ ‎انطلقوا بنا نزور الشهيدة " . وطلت الصحابية الجليلة أم ورقة رضي الله عنها‎ ‎تحافظ على شعائر الله تعالى طوال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ‏تنتظر ما‎ ‎بشرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وانتقل رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم‎ ‎إلى الرفيق الأعلى وهو راض عن ام ورقة ، ثم جاء عهد أبي بكر ‏رضي الله عنه فتابعت‎ ‎حياة العبادة والتقوى على الصورة التي كانت عليها من قبل ‏‏.وفي عهد عمر كان رضي‎ ‎الله عنه يتفقدها ويزورها اقتداء بنيه صىل الله عليه ‏سولم . وقد كانت أم ورقة‎ ‎تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد ‏موتها ، فسولت لهما نفساهما أن‎ ‎يقتلا أم ورقة ، وذات ليلة قاما إليها فغمياها ‏وقتلاها ، وهربا ، فلما أصبح عمر رضي‎ ‎الله عنه قال : والله ما سمعت قراءة ‏خالتي أم ورقة البارحة فدخل الدار فلم ير شيئاً‎ ‎،‎ ‎فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في ‏قطيفة في جانب البيت فقال : صدق الله ورسوله ، ثم‎ ‎صعد المنبر فذكر الخبر ، ‏وقال : علي بهما، فأتى بهما ، فصلبهما ، فكانا أول‎ ‎مصلوبين في المدينة . فرحم ‏الله تعالى الصحابية الأنصارية والشهيدة العابدة ورضي‎ ‎عنها وأرضاها‎ ‎‏.


***********

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أميمة بنت خلف ‏


‎- ‎حين بدأت الدعوة الإسلامية تظهر في مكة المكرمة أم القرى كانت أميمة بنت خلف بن‎ ‎أسعد الخزاعية ‏ممن صادفت همسات الإيمان قلبها خالياً فتمكنت منه، حيث حدثها زوجها‎ ‎خالد بن سعيد بن العاص عن ‏إسلامه واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت‎ ‎وصدقت، وإليك قصة إسلامها مع زوجها‎:


كان خالد بن سعيد قد رأى في النوم‎ ‎أنه واقف على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله به أعلم، ويرى ‏في النوم كأن أباه‎ ‎يدفعه فيها، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بحقويه لئلا يقع ، ففزع من‎ ‎نومه فقال : أحلف بالله إن هذه الرؤيا حق. فلقي أبا بكر – رضي الله عنه – فذكر ذلك‏‎ ‎له فقال أبوبكر : ‏أريد بك خير ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم – فاتبعه ، فإنك‏‎ ‎ستتبعه وتدخل معه في الإسلام الذي ‏يحجزك من أن تقع فيها. وأسلم خالد وحسن إسلامه،‎ ‎ودعا زوجه (أميمة) إلى الإسلام فأسلمت كذلك‎.

وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في‎ ‎طلبه من بقي من ولده ولم يسلم، فوجدوه فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة، ‏فأنبه وبكته‎ ‎وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: أتبعت محمداً وأنت ترى خلافه‎ ‎قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم؟ فقال خالد: قد صدق والله‎ ‎اتبعته. فغضب ‏أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه، ثم قال: اذهب يا لكع حيث شئت فوالله‎ ‎لأمنعنك القوت، فقال خالد: إن ‏منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به. فأخرجه وقال‎ ‎لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت ‏به. فانصرف خالد إلى رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه‎.

‎- ‎ولقد كانت أميمة بنت خلف إلى جانب‎ ‎زوجها بن سعيد، تتحمل الشدائد، وتقهر العذاب بالتضحية، ‏وتتفوق على الحرمان بزاد‎ ‎الإيمان الذي لا ينفد. ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ‏بالهجرة إلى‎ ‎أرض الحبشة كان خالد وزوجه أميمة أول من هاجر إليها، وولدت له هنالك ابنه سعيد بن‎ ‎خالد، وابنته أمة بنت خالد التي اشتهرت بكنيتها فيما بعد: أم خالد بنت‎ ‎خالد‎.

‎- ‎ولبثت أميمة في أرض الحبشة مع زوجها وولديهما بضعة عشرة سنة حتى بعث‎ ‎رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري، فحملهم في سفينتين، فقدم بهم‎ ‎عليه، ووجدوا أن رسول الله صلى ‏عليه وسلم قد فرغ من فتح خيبر، وسعدوا بلقاء النبي‎ ‎صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بعد أن مكثوا في ‏الحبشة طالت فيها غيبتهم‎ ‎وغربتهم‎.

‎- ‎عاش خالد إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قتل في معركة‎ ‎مرج الصفر في المحرم ‏سنة أربع عشرة، وعملت أميمة رضي الله عنها بوفاة زوجها فصبرت‎ ‎واحتسبت، فكيف لا تفعل ذلك وقد ‏قال الذي قتل خالداً بعد أن أسلم: من هذا الرجل ؟‎ ‎فإني رأيت نوراً ساطعاً إلى السماء‎.

hamo81

hamo81
المشرف العام
المشرف العام

أميمة بنت صبيح ‏


‎- ‎والدة أبي هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات‎ .

‎- ‎نشأ أبو هريرة‎ ‎يتيماً حيث توفي والده وهو صغير ، وعاش في كنف أمه أميمة بنت صبيح بنت الحارث ‏والتي‎ ‎تعرف بأم أبي هريرة‎ .

‎- ‎قدم أبو هريرة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً‎ ‎في المحرم من سنة سبع للهجرة ولكن أمه رفضت أن ‏تسلم ، وظلت على شركها مدة ، حتى جاء‎ ‎أبو هريرة يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه بثه ‏وحزنه وما يؤلمه‎ .

فعن أبي كثير السحيمي قال : حدثني أبو هريرة قال : والله ما خلق الله‎ ‎مؤمناً يسمع بي إلا أحبني ، قلت : ‏وما علمك بذلك ؟ قال : إن أمي كانت مشركة وكنت‎ ‎أدعوها إلى الإسلام ، وكانت تأبى عليّ ، فدعوتها يوماً ‏، فأسمعتني في رسول الله صلى‎ ‎الله عليه وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ‏فأخبرته‎ ‎وسألته أن يدعو لها ، فقال : ( اللهم اهد أم أبي هريرة ) ، فخرجت أعدو أبشرها ،‎ ‎فأتيت فإذا الباب ‏مجاف ، وسمعت خضخضة الماء، وسمعت حسي فقالت : كما أنت ، ثم فتحت ،‎ ‎وقد لبست درعها ، وعجلت ‏عن خمارها ، فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً‎ ‎عبده ورسوله‎ .

قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح‎ ‎كما بكيت من الحزن ، فأخبرته ، وقلت : ‏ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين‎ ‎، فقال : ( اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، ‏وحببهم إليهما‎) .

‎- ‎لقد كانت أم أبي هريرة مثالاً للجود والكرم ، فقد كان أبو هريرة ذات يوم‎ ‎جالساً مع حميد بن مالك بن خثيم ‏في أرض أبي هريرة بالعقيق ، فأتاه قوم ، فنزلوا‎ ‎عنده ، قال حميد : فقال : اذهب إلى أمي فقل :إن ابنك ‏يقرئك السلام ويقول : أطعمينا‎ ‎شيئاً ، قال : فوضعت ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئاً من زيت وملح ، ‏ووضعتهما على رأسي‎ ‎، فحملتها إليهم . فلما وضعته بين أيديهم كبّر أبو هريرة وقال: الحمد لله الذي‎ ‎أشبعنا ‏من الخبز، بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين : التمر والماء‎ .‎‏ ‏
__________________

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى